حبل الله الذي قال في الآية» كناية عن أئمة أهل البيت الاثني عشر ، كما عدّها ابن حجر في الآيات النازلة في أهل البيت (١).
وفي قول آخر لرسول الله «ص» ، أشار فيه الى ان النجوم أمان لأهل الأرض من الغرق ، وأهل بيتي أمان لأمّتي من الاختلاف في الدين ، فاذا خالفتها قبيلة من العرب ، اختلفوا فصاروا حزب إبليس (٢).
ولطالما قال «صلوات الله عليه» لعليّ : يا عليّ أنت تبين لأمّتي ما اختلفوا فيه من بعدي (٣). وذات يوم قال رسول الله «صلوات الله عليه» : ان الله منع بني اسرائيل قطر السماء بسوء رأيهم في أنبيائهم ، واختلافهم في دينهم ، وإنه آخذ هذه الأمّة بالسنين ، ومانعهم قطر السماء ببغضهم علي (٤) ، وذلك لأنه كان من المفروض على الأمّة جميعاً أن تحب علياً ، وتتبعه ـ عقيدة ومنهجاً وقيادة ـ لكي لا تختلف وتتوزّع الى مِلل ونِحل كثيرة ، في حين ان أغلب الأمّة خالفت عليّاً وأبغضته وأخّرته في المرتبة عن الآخرين ولم تقتدِ به في كل شؤونها ، مما أدى الى اختلافات شاسعة بين ابنائها ، وتشرذمها الى عشرات الفرق والطوائف المتناحرة ، مما أفضى الى إضعافها وفشلها وذهاب ريحها كما حذر القرآن الكريم ، خاصة ان النبي «صلوات الله عليه» قد همّ أن يكتب لاصحابه وأمّته كتاباً ـ وهو على فراش المرض الأخير ـ كي لا يختلفوا من بعده ، ويأمنوا من
__________________
(١) تفسير الثعلبي ٣ : ١٦٣ ؛ الصواعق المحرقة ـ ابن حجر ١٥١ ـ ١٥٢ ؛ شواهد التنزيل ـ الحاكم الحسكاني ١ : ١٦٩.
(٢١) المستدرك ـ الحاكم النيسابوري ٣ : ١٤٩ ؛ الخصائص الكبرى ـ السيوطي ٢ : ٢٦٦.
(٣) المستدرك ـ الحاكم النيسابوري ٣ : ١٢٢ ؛ كنز العمال ـ المتقي الهندي ١١ : ٦١٥.
(٤) الموضوعات ـ ابن الجوزي ١ : ٣٨٧.