بالدخول من غيرهم ، اذ الاوصاف التي وُصفوا بها لم يتصف بها على الكمال إلا هُمْ ، فمطابقة الوصف للاتصاف شاهد على أنهم أحق من غيرهم بالمدح.
أما فتاوى الصحابة فأوْلى أن يُؤخذ بها وإن اختلفوا. وهكذا ان أهل السُنّة والجماعة يعتبرون كل من صحب رسول الله ولو فترة قصيرة جداً ، عادلاً ولا يكذّب ولا يتعمّد الخطأ ، بل يجوز الاقتداء بما قاله أو رواه أو عمله ، ويعتبر حجة على من سواه.
فكل فرد في الأمّة كان يحبّه صلىاللهعليهوآله أكثر مما يحب نفسه التي بين جنبيه ، وهم الذين كانوا يبتدرون قطرات وضوئه قبل أن تسقط على الأرض ، فلا تكاد تسقط إلا في يد أحدهم ، وما من أمّة على الارض أحبت نبيها وقائدها محبة الصحابة لرسول الله ، فقد كان أحدهم لا يستطيع أن يملأ عينيه من النظر إليه ، من حبّهم له وهيبته التي ملأت قلوبهم وجوانحهم (١).
صفوة القول في هذه الشريحة المُصطفاة
ومخلص القول ، فالصحابة عند أهل السُنّة والجماعة ، هم الصفوة ، وهم أعلى مستوى من الأدب والأخلاق والعلم لأنهم تعلّموا ممن يوحي إليه ربّه. وأنهم كانوا يعيشون حلاوة الايمان لأنهم فهموه واستوعبوه ، وهؤلاء الصحابة هم القدوة لنا عمّا تعلّموه من النبي الكريم ، فكانوا على قدر كبير من الفهم والعلم.
والصحابة ـ عند الجمهور ـ حَمَلة الاسلام وأمنته وحفظته بعد رسول الله صلىاللهعليهوآله ، اختارهم الله وإصطفاهم لصحبة نبيه والجهاد معه ، فقاموا بذلك خير قيام ، فأكرمهم الله
__________________
(١) أدب الاختلاف : ٥٥.