وللامام الصادق ، كتاب الحج ، وكتاب في الحلال والحرام ، وكذلك له وصية النبي صلىاللهعليهوآله ذكرها كتاب الفهرسة (١).
ونستنتج مما مضى ، بأن أئمة الشيعة ، كانوا يتناقلون الاحاديث النبوية بينهم مدوّنة منذ عهد رسول الله وإلى آخر إمام منهم ، وكانوا يسمحون لتلامذتهم بتدوين تلك الاحاديث وكذلك الفتاوى والاحكام الشرعية الصادرة عنهم في مصنفات وكتب ومؤلفات ، مما يدل على إن حركة التدوين عند الشيعة لم تتوقف منذ عهد رسول الله والى يومنا هاذ ، دون التذرّع بالخوف من اختلاط الحديث النبوي بالقرآن الكريم ، كما هو عند أهل السُنّة والجماعة في المئة ال اولى للهجرة ، حيث منعوا التدوين أو التحدّث بالسُنّة النبوية حتى أواسط القرن الثاني.
القرآن الكريم في الرؤية الشيعة
ما هو موقف أئمة الشيعة من القرآن الكريم وصيانته من التحريف؟ وما هو موقع القرآن عندهم نسبة للحديث النبوي؟ وهل يؤمنون بأن كتاب الله هو الفيصل والميزان أم الحديث الشريف؟
قبل كل شيء ، يعتقد أئمة الشيعة ، بأن لم يوافق كتاب الله فهو زخرف (٢) ، إذ يقول الصادق بأن رسول الله صلىاللهعليهوآله خطب بمنى ، فقال : أيها الناس ما جاءكم عني يوافق كتاب الله فأنا قلته ، وما جاءكم يخالف كتاب الله فلم أقله (٣) ، وفي تعبير آخر ، قال
__________________
(١) المصدر السابق : ١٦٧ ـ ١٦٨.
(٢) اصول الكافي ـ الكليني ١ : ٦٩ الحديث ٣ ؛ وسائل الشيعة ٢٧ : ١١١ الحديث ٣٣٣٤٧.
(٣) كتاب الام ـ الشافعي ٧ : ٣٥٨ ؛ اصول الكافي ـ الكليني ١ : ٦٩ الحديث ٥.