الصادق نقلاً عن رسول الله صلىاللهعليهوآله : فما وافق كتاب الله فخذوه ، وما خالف كتاب الله فدعوه (١).
وأما تحريف كتاب الله ، فينفيه علماء الشيعة وكبارهم ، فهذا الشيخ الطوسي المتوفى عام ٤٣٦ ، يقول : «واذا كان الموجود بيننا مُجمعاً على صحته ، فينبغي أن نتشاغل بتفسيره ، وبيان معانيه ، نترك ما سواه» (٢).
أما الطبرسي وهو من أكابر علماء الشيعة ، فيؤكد : «لأن القرآن معجزة النبوة ، ومأخذ العلوم الشرعية ، والأحكام الدينية ، وعلماء المسلمين قد بلغوا في حفظه وحمايته ، الغاية حتى عرفوا كل شيء اختلف فيه من أغرابه وقراءته وحروفه وآياته ، فكيف يجوز أن يكون مغيّراً أو منقوحاً مع العناية الصادقة ، والضبط الشديد» (٣).
وينفي الفيض الكاشاني خبر التحريف ، قائلاً : انه مُخالف لكتاب الله ، مكذّب له ، فيجب ردّه ، والحكم بفساده (٤) ، فيما يصرّ الشيخ المفيد : بميله الى سلامة القرآن ، والى عدم زيادة الكلمة والكلمتين ، والحرف والحرقين». فيما أكد الشريفة المرتضى ، بأن : «القرآن كان على عهد رسول الله صلىاللهعليهوآله مجموعاً مؤلّفاً على ما هو عليه الآن ، فإن القرآن كان يُحفظ ، ويُدرس جميعه في ذلك الزمان ، حتى عيّن على جماعة من الصحابة في حفظهم له ، وأنه كان يُعرَض على النبي صلىاللهعليهوآله ، ويُتلى عليه ، وأن جماعة
__________________
(١) المصنف ـ الصنعاني ٦ : ١١٢ الحديث ١٠١٦٣ ؛ الدر المنثور ـ السيوطي ٥ : ١٤٧ ؛ اصول الكافي ـ الكليني ١ : ٦٩ الحديث ١ ؛ وسائل الشيعة ٢٧ : ١١٨ الحديث ٣٣٣٦٢.
(٢) تفسير التبيان ١ : ٤.
(٣) مجمع البيان ١ : ٤٣.
(٤) التفسير الصافي ١ : ٥١.