من الصحابة مثل : عبد الله بن مسعود ، وأُبي بن كعب وغيرهما ، ختموا القرآن على النبي صلىاللهعليهوآله ، عدّة ختمات ، وكل ذلك يدلّ ـ بأدنى تأمل ـ على أنه كان مجموعاً مرتّباً غير منثور ولا مبثوث» (١) ، ويعتقد الشيخ الصدوق ، المتوفي عام ٣٨١ هـ بأن : اعتقادنا إن القرآن الذي أنزله الله تعالى على نبيه صلىاللهعليهوآله هو ما بين الدفّتين ، وهو ما في أيدي الناس ، ليس بأكثر من ذلك ، وعدد سوره على المعروف ١١٤ سورة. ومن نسب إلينا أنّا نقول إنه أكثر من ذلك فهو كذّاب (٢). ويوضح عالم شيعي آخر وهو الحرّ العاملي بأن القرآن قد بلغ أعلى درجات التواتر ، وأن آلاف الصحابة كانوا يحفظونه ويتلونه وأنه كان على عهد رسول الله مجموعاً مؤلِّفاً (٣) ، وهذا ما يقرّه العلامة المجلسي الذي يقول : «غير ان الخبر قد صح عن أئمتنا ، أنهم أمروا بقراءة ما بين الدفتين ، وأن لا نتعدّاه بلا زيادة فيه ولا نقصان منه» (٤). وعلى هذا المنوال يقول بهاء الدين العاملي المتوفي في عام ١٠٣٠ هـ : «الصحيح ان القرآن العظيم محفوظ عن ذلك» (٥).
ويتساءل الفيض الكاشاني انه : «لو تطرّق التحريف والتغيير في ألفاظ القرآن ، لم يبق لنا اعتماد على شيء منه ، إذ على هذا يحتمل كل آية منه أن تكون محرّفة ومغيّرة ، وتكون على خلاف ما أنزله الله ، فلا يكون القرآن حجة لنا ، وتنتفي فائدته وفائدة الأمر باتّباعه والوصية به ، وعرض الأخبار المتعارضة عليه. وقال في تفسير قوله تعالى :
__________________
(١) مجمع البيان ١ : ٤٣ ؛ تفسير الصافي ١ : ٥٣.
(٢) الاعتقادات في دين الامامية : ٨٤.
(٣) الفصول المهمة في تأليف الامة : ١٦٦.
(٤) بحار الانوار ـ المجلسي ٨٩ : ٧٤ ؛ المسائل السروية ـ الشيخ المفيد : ٨١.
(٥) آلاء الرحمن ١ : ٢٥ ـ ٢٦.