تمهيد
منذ أن تفتحت عيوننا على الحياة ، ونحن نرى أمّتنا الاسلامية المترامية الأطراف ، وهي مهيضة الجناح ... تتداعى عليها الأمم وهي مشلولة ... مستكينة ... عاجزة عن ردع الغزاة والمحتلين. وكيف تواجه المعتدين وهي جريحة .. مطعونة .. تنزف باستمرار .. لا تقوى على النهوض ، وقد أخذ الإعياء منها كلّ مأخذ ، ومزّقتها الخلافات كلّ ممزّق؟ وليسنا نبالغ إذا قلنا إن أمّتنا الاسلامية تحتضر منذ أمد بعيد .. لكن طال هذا الإحتضار لحكمة إلهية تستدعي إمهال هذه الأمّة المنكوبة ، عسى أن تصحو من سباتها ، وتتحسس مواضع الداء ومواطن الخطأ في مسيرتها ، لتؤوب الى رشدها ، وتعود الى وعيها من جديد ، وتنهض من كبوتها ، وتتلمس الطريق الذي يؤدي إلى قيادة الأمم الأخرى كما أراد الله تعالى لها ، ورسمه القرآن الكريم.
وقبل أن نسترد وعينا من هذه المتاهات المتضاربة ، نسائل أنفسنا : هل بمقدور إنسان .. مهما كان هذا الانسان ، أن يضع يده على موطن الجرح الغائر ، ويكتشف الدواء والعلاج الناجح قبل فوات الأوان؟ أم انّ المسؤولية تتطلب حشداً هائلاً من الرجال ، من مختلف التخصصات الدينية والفقهية ، لتشخيص أسباب الداء ، ومن ثم اكتشاف الدواء لجسد الأمّة المُنهار.
وحين نفكّر برهة من الزمن ، نتوصّل الى نتيجة حاسمة مفادها بأنّ أي مسلم مهما كانت منزلته العلمية أو الدينية أو الثقافية ، إذا جدّ في البحث والتحقيق ، سيتوصّل الى