الخيار الصائب
كل من يقوم بسبْر أغوار التأريخ الاسلامي وكشْف جوانبه الخفية ، خاصة فيما يتعلق ببدايات البعثة النبوية وما رافقها من وقائع ومجريات متلاحقة ، ثم رحيل رسول الله الى بارئه الاعلى ، وما طرأت من حوادث عصيبة أدّت الى نشوء المذاهب الاسلامية المتعدّدة ، لابد أن يصل الى مفترق طريقين أو خيارين لا ثالث لهما : فإما ان يتبنى تيار الخلفاء والمنهج الذي ينتهجه أصحاب المدرسة السُنّية والذي يؤمن بالمسلّمات التالية :
١ ـ عدم إستخلاف رسول الله لأحد من بعده ، وانما ترك الأمّة تختار لقيادتها الخليفة والحاكم المناسب ، ليشكّل امتداداً شرعياً للقيادة النبوية في كل وظائفها السياسية والدينية.
٢ ـ قيام الرسول الهادي «صلوات الله عليه» بتربية جيل واعٍ من الصحابة ذوي المستوى الرفيع من الايمان والتقوى والكفاءة والاستعداد العلمي ، يمكّنه من إدامة المسيرة الاسلامية حتى نهاية المطاف.
٣ ـ انقسام الخلافة التي اعقبت وفاة رسول الله «صلوات الله عليه» الى مرحلتين :
المرحلة الاولى : مرحلة الخلافة الراشدة التي تمثّل نموذجاً فذاً من الحكم العادل السائر على الهدي النبوي ، متجسّداً في الخلفاء الاربع الاوائل.