رحلة بحث عن الحقيقة الغائبة
بعد جولتنا المفصّلة في مدرسة الخلفاء والجمهور ، وما لقينا فيها من مفاجآت لم تكن في الحسبان ، نظراً لكون ثقافتنا السابقة ، كانت سطحية عن هذه مدرسة الجمهور حيث لم نكن موفقين للإطلاع ـ بعمق ـ على التفاصيل الدقيقة ، والحقائق الناصعة عن أصول ومباني نظرية أهل السُنّة والجماعة.
واليوم ـ بحمد الله ـ صرنا مطمئنين بأن ما نشأنا عليه من ركائز وقناعات وتصورات عن مدرسة الخلفاء ، قد تلاشت بفعل الحقائق التي اكتشفناها من خلال التوغل في هذه المدرسة بحيث تغيّرت قناعاتنا السابقة ، وأصبحنا أكثر وعياً وتصميماً على المضي في البحث عن الحقيقة الكبرى ، أو اللغز المحيّر الذي أدى إلى تمذهب الاسلام ، وتوزّع أتباعه إلى مذاهب وطوائف متناحرة ، أفضت في آخر المطاف ، إلى أن تصبح الأمّة الاسلامية ، أذل الامم وأحطّها من حيث القوة والتماسك والتقدم التقني والاقتصادي.
هذه الأمّة التي وصفها القرآن الكريم بأنها خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ (١). وإذا بها تتردّى إلى هذا المنعطف الخطير.
__________________
(١) آل عمران ١١٠.