فهل من المعقول لفئة هذه مكانتها وميزاتها ، نشكّك في انتماء بعضها لمرتبة الصحبة العظيمة ، لضبابية الشروط الموضوعة لتحديد إطارها ، وهل تستوعب بعض الرجال دون الآخرين؟ لأن بعض علماء السُنّة ، يشترطون سنة واحدة على الأقل من ملازمة النبي حتى تثبت الصحبة ، في حين يتفاوت الآخرون بين مدد طويلة أو قصيرة جداً لكي تثبت صحبتهم ، بينما يتساهل آخرون في هذه الشروط الى حد يثبتون الصحبة لرجال لم يلتقوا بالنبي بتاتاً ، وانما هم رأوه فحسب ، ولم يتكلموا معه ، أو عاصروه فقط!!.
فأي حصانة تنشأن لدى إنسان مسلم يرى الرسول من بعيد ، لتتولد لديه قداسة ومكانة عظيمة من السمو الى درجة تحصّنه من الكذب على الرسول ، ويضحى سبّه بمستوى سبّ الله ورسوله ، والغضب عليه بمثابة الغضب على الله ورسوله ، وبالتالي يندرج السّابون في خالة الفَسَقة والكفار والمنافقين المغضوب عليهم من قبل الله ورسوله الأكرم صلىاللهعليهوآله؟
لاذ من حقنا التشكيك في كل ما وضعه أهل السُنّة والجماعة من صيغ وضوابط وشروط ، حدّدوا فيها ملامح الصحبة ودرجتها ومكانتها وقدسيتها. وقرّرت ان أُتابع الموضوع بصورة مفصّلة لمعرفة الحقيقة.
بين النبي والصحابة
تُرى ما حقيقة العلاقة بين النبي محمد صلىاللهعليهوآله وصحابته الكرام؟ وهل كانت علاقة متينة ومُحكمة كما يدّعي أقطاب الجمهور السُنّي؟ وهل حقاً ان الصحابة كانوا ملتفين حول الرسول صلىاللهعليهوآله وكانوا رهن إشارته ، ومطيعين لأوامره لحظة بلحظة؟ وهل كانت سيرتهم معه سيرة حسنة؟ وهل كان النبي يعامل الصحابة بكل ايجابية ، ويثق بهم ثقة