فأجاب علي : أفكنت أدع رسول الله صلىاللهعليهوآله في بيته لم أدفنه ، وأخرج أنازع الناس سلطانه؟ فيما قالت فاطمة : ما صنع أبو الحسن إلا ما كان ينبغي له ، وهم صنعوا ما الله حسيبهم وطالبهم (١).
وعلّق ابن الأثير على حديث عمر : «ان بيعة أبي بكر كانت فلتة وقى الله شرّها» : أراد بالفلتة : الفجأة ، ومثل هذه البيعة جديرة بأن تكون مهيّجة للشر والفتنة (٢).
ويؤكد أحد رموز الجمهور السنّي : ولو كان في أمر الخلافة نص قاطع من كتاب الله أو سُنّة رسوله صلىاللهعليهوآله لانتهى الأمر بذكره والاحتكام إليه ، وارتفع الخلاف ، ولكن ليس هناك شيء من ذلك (٣).
مؤتمر السقيفة والضمانة المفقودة
وتعليقنا على مؤتمر السقيفة وتداعياته :
١ ـ لو كان رسول الله لم يستخلف أحداً قبل وفاته ، وانما ترك الأمّة تختار من تشاء كخليفة له ، بدون أية ضوابط في هذا المجال ، فأين الضمانة من عدم تفاقم المشاحنات والاختلافات بين الفرقاء من المهاجرين والانصار وقريش ، الى حد الاقتتال والصراع الدامي وتمزّق الأمّة الى فئات متقاتلة يؤدي تفاقم الفتنة بينها الى زوال الأمّة وانحسار الاسلام الناشئ الفتي وهو في المهد؟ أو على الأقل ،
__________________
(١) انظر : الامامة والسياسة ١ : ٣٠.
(٢) لسان العرب ـ ابن منظور ٢ : ٦٧.
(٣) أدب الاختلاف : ٥٧.