وفاة الرسول والتحركات المريبة
وإذا كان هذا كله صحيحاً ، يتساءل الذين يزعمون بأن رسول الله لم يوصِ ، ولم يستخلف : تُرى لِمَ أجمعت الأمّة عن وصية الرسول بحق عليّ ، وكأن شيئاً لم يكن؟ وسارعت إلى سقيفة بني ساعدة لتختار خليفة يقوم مقام النبي صلىاللهعليهوآله؟ فأين الأمّة التي بايعت علياً في واقعة الغدير؟ هل تناست تلك الوصايا في ليلة وضحاها وسكتت على ما حدث في السقيفة؟ هل يُعقل كل هذا ، وان الصحابة خانوا نبيهم بتلك السهولة؟
نجيب على هذه التساؤلات بما يلي :
١ ـ النصوص الواردة من رسول الله في الوصاية والخلافة لعليّ ، متينة جداً ومتواترة ، ولا تشوبها شائبة ، ورواها العشرات من الصحابة الكرام ، ومن بعدهم الذين تبعوهم باحسان ، فليس من حق أحد أن يشطبها بجرّة قلم ، كيلا يتهم الآخرين ممن سمعوا هذه الوصايا والأوامر ووعوها ثم نبذوها وراء ظهورهم لأسباب معينة.
٢ ـ وماذا عن جماهير الأمّة ، وجلّ المهاجرين والأنصار؟ ماذا دهاهم؟ صمتوا أو لم يحتجوا على صرْف الخلافة عن عليّ من خلال اجتماع السقيفة؟ هكذا يؤكد علماء السُنّة ، إذا كان النبي صلىاللهعليهوآله قد عيّن علياً خليفة للمسلمين؟
بلى أن هذا التساؤل ربما يكون وجيهاً ، لو سارت الأمور بعد وفاة الرسول على هذا المنوال ، غير ان التأريخ الصحيح ، يثبت بأن الأمّة لم تسكت ولم تسلك سبيل