الصمت الذي يعني بأن رسول الله ترك الأمّة تختار حاكمها دون أن يعيّنه بنفسه.
وفي الحقيقة ان كل الوقائع التي حدثت بعد وفاة الرسول مباشرة تؤكد لنا بأنه عيّن علياً خليفة له ، بيْد ان هناك أطرافاً منعت علياً من تسلّم المنصب الالهي.
ومن تلك الوقائع :
١ ـ التحرّك المريب الذي بدأ فور رحيل خاتم الأنبياء محمد صلىاللهعليهوآله إلى بارئه الاعلى ، فأكثر الجيش الذي بعثه الرسول بقيادة أسامة بن زيد ، قفّل راجعاً إلى المدينة بالرغم من لعْن الرسول كل من تقاعس عن الالتحاق بهذا الجيش ، وتكراره لهذا اللعن الذي يُبطن خطة منه صلىاللهعليهوآله لإبعاد كبار الصحابة من المدينة في حال موته لئلا يكونوا حاضرين عند وفاته ، لمنع عليّ من تسلّم الحكم والخلافة طبق وصية الرسول صلىاللهعليهوآله.
٢ ـ مسارعة قيادات الأنصار للاجتماع في سقيفة بني ساعدة ، بدون استشارة أو حتى إخبار بني هاشم والمهاجرين وبقية الصحابة من الانصار بالاجتماع ، مع ان قضية خلافة الرسول صلىاللهعليهوآله ، قضية تهمّ المسلمين جميعاً ، وبالذات الصحابة الذين هم جلّ المهاجرين والأنصار ، فضلاً عن بني هاشم وبقية المسلمين ، مادام النبي حسب قولهم ، لم يعيّن أحداً خليفة له ، فلماذا هذه العجلة ، واستغفال سائر الصحابة والمسلمين ، وعدم احترام جثمان رسول الله المسجَّى في بيته ، ولما يُدفن بعد ، وما هكذا ينبغي توديع أفضل الخلق أجمعين!؟
أما كان الاجدر بهؤلاء أن يتريثوا الى حين الإنتهاء من مراسم التشييع والدفن ، ثم يدعون كل الرموز الاسلامية وأعيان المهاجرين والأنصار من الصحابة الكرام وغيرهم ، لا أن يستغفلوا الأمّة ، ويجتمعوا لانتخاب خليفة لرسول الله وهم لا يتعدّون المئتين على أفضل تقدير ، وهم من الانصار فقط ، وأما الذين التحقوا بالسقيفة ـ فيما بعد ـ من