للرسول؟ واذا كان هؤلاء الكبار من الصحابة وأجلاؤهم ، يخشون عدم ضبط الحديث وإتفانه ، فكيف تليق بهم وراثة النبوة كما يدّعي الجمهور؟
الصحابة وخيرية الأمّة
أبرز دليل يتمسك به أهل السُنّة والجماعة في احتجاجهم على عدالة الصحابة وحصانتهم ضد الكذب على الرسول صلىاللهعليهوآله ، الآية القرآنية : كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ ... (١).
فهذه (الخيرية) عندهم هي التي يستدلون بها ـ تأريخياً ـ على أن الصحابة هم الأمناء على السُنّة النبوية في نقلها الى التابعين ومن يأتي بعدهم من المسلمين.
فالله تعالى كلّف الأمّة بالدعوة نيابة عن الرسول صلىاللهعليهوآله لأن انتشار الاسلام يتم بقيام المسلمين المنتشرين في كل مكان بالدعوة ، فهم بمثابة الرُسُل الذين كان يبعثهم الله تعالى في كل تجمع بشري ، فكل مسلم يحمل أمر الدعوة ، فالنبوة في درجة بين جنبيه بكتابها المحفوظ وسُنّتها المحفوظة (٢).
فخيرية الأمّة أكبر سند للصحابة في تبوء مقعدهم المقدس في حمل الأمانة ونقل السُنّة النبوية الى الآخرين ، فضلاً عن الأدلة القرآنية والتأريخية.
ولنا هنا وقفة حول موضوع «الأمّة» وخيريتها والمدلول الذي تعنيه طبق المفهوم السُنّي ، وهل يحق لنا الاستدلال على أمانة الصحابة ، والواجب المُلقى على عاتقهم في
__________________
(١) آل عمران ١١٠.
(٢) صحيفة المحجة المغربية ـ العدد ١٨٣ ـ حكمة الختم للنبوة والرسالة ـ المفضل الفلواتي.