خاصة وانه صلىاللهعليهوآله قد ربّى علياً في حجره منذ طفولته وغذّاه بعلمه وتوجيهاته ونصائحه ، وآخى بين نفسه صلىاللهعليهوآله وبين ابن عمه ، وجعله وصيه ووزيره وخليفته من بعده ، وعيّنه للولاية المطلقة في غدير خم قبل وفاته بقليل ، وأوصى به وببقية أهل بيته؟
فلو كان رسول الله لم يعيّن أحداً لخلافته وترك الأمّة تختار أحداً من بينها لشغل موقع الخلافة من خلال الشورى ، فلماذا يا ترى ، بعث كبار الصحابة من أمثال أبي بكر وعمر وأبي عبيدة وغيرهم لغزو الروم ولعن المتخلفين منهم؟ أليس هؤلاء ينبغي أن يكونوا ضمن الذين يتشاورون لاختيار الخليفة ، أم استثنى هؤلاء الصحابة الكبار وهم بالعشرات فتكون المشورة منقوصة تدور في دائرة ضيّقة لا تمثل كل الأمّة؟ ومن المفارقات العجيبة ان الذي تم اختياره لخلافة الرسول وهو أبو بكر بايعاز من عمر بن الخطاب ، هو من المبعدين لغزو الروم ضمن بعث أسامة ، يعني ان رسول الله لو كان يعتقد أنَّ الذي يخلفه سيكون من تختاره الأمّة فلابد أن يكون غير أبي بكر أو عمر بن الخطاب لأنهما كانا ضمن البعث ، ولا يحق لهما العودة بعد أن رسم خطاً أحمر حولهما بأن لعن من يتخلف منهما أو من غيرهما؟
وعلى العموم ، فإن رسول الله لو كان يؤمن بمبدأ الشورى لانتخاب الخليفة ، لما بعث الصحابة الكبار في بعث أسامة وإنما استبقاهم حتى تكون عملية الشورى محكمة؟