إبراز مناقب وفضائل أهل البيت على المستوى العام ، وفي عليّ بن أبي طالب على المستوى الخاص ، مع أحاديث في فضائل بعض الصحابة كعمار بن ياسر وسلمان الفارسي وابي ذر الغفاري وغيرهم.
ولما مضى عهد الخلافة المسماة بالراشدة ، وجاء العهد الاموي باستيلاء معاوية بن أبي سفيان على سدّة الحكم ، وخلو الجو من منافسين ، نظر (اي معاوية) فلم يجد هناك أحاديث نبوية في مدح الخلفاء الثلاثة الاوائل ولا في الصحابة بوجه عام ، غير تلك الاحاديث الهائلة في إظهار قداسة ومكانة أهل البيت وعليّ بالذات.
ومعاوية يعدّ نفسه وريث الخلفاء الاوائل وتيار الخلافة التي أفرزتها السقيفة على حساب اهل البيت ، فلابد من تجذير لهذا التيار الغاصب للخلافة الحقيقية ، وبالمقابل تغييب دور اهل البيت الحقيقي والتشويش عليه ، من خلال إسباغ أدوار ومناقب مشابهة ومماثلة لأدوار ومناقب ومكانة أهل البيت على الصحابة والخلفاء الاوائل ، ليصبح الصحابة بدلاً عن اهل البيت وفي مكانتهم ، والخلفاء الثلاث الاوائل بدلاً عن علي ّ وفي مكانته أو أعلى شأناً منه.
وهذه الخطوة في الحقيقة تُضفي «شرعية» وهمية على التيار الذي استحوذ على موقع أهل البيت ، دون ان تكون له مقوّمات الخلافة وليس له مكانة أهل البيت ومواقعهم الدينية والعلمية والاجتماعية ، وليس له منزلة كمنزلتهم التي بوأهم لها رسول الله.
فأكثر الاحاديث الموضوعة في فضائل الصحابة ، اُفتعلت في أيام بني أمية تقرّباً ، بما يظنون انهم يرغمون به أنوف بني هاشم (١) ، وكانوا يقومون بمعارضة فضائل عليّ
__________________
(١) شرح نهج البلاغة ـ ابن أبي الحديد ١١ : ٤٦.