مقدمتها ، اتباع النبي موسى وعيسى ومحمد صلىاللهعليهوآله ، بسبب معصيتهم لانبيائهم وعدم تمسّكهم بالكتب المقدسة ، وأوامر أولئك الانبياء كما ينبغي ، وذلك لاختلافهم في التعاطي مع تلك الكتب وتطبيقها على مسيرتهم وحياتهم على وفق أهوائهم ومصالحهم الضيقة ، وأفضى ذلك الى انقسامهم الى مذاهب وفرق متناحرة ، وقد بيّن القرآن الكريم ان مصير هؤلاء الى النار والعذاب الأليم.
١ ـ أجمعت الآيات القرآنية التي تناولت موضوع الاختلاف على ان الذين اختلفوا في دينهم ، انما جاء هذا الاختلاف والتفرّق والتنازع بعد نزول الحجج الالهية عبر الانبياء ، ولذلك فهم غير معذورين في تلك الاختلافات التي أثاروها بعد وضوح البينات والحجج في المناهج السماوية التي أرشدتهم الى مَواطن الوحدة والتلاحم والتوافق في ظل المسيرة الموحّدة للتعاليم الدينية التي شخصت مواطن الاختلاف والفرقة وحذّرتهم من ولوجها ، ولذا فإن اختلافاتهم ونزاعاتهم برزت بسبب عصيانهم لرُسُلهم وعدم تمسّكهم بالقيم الدينية الالهية بالصورة الصحيحة التي يرتضيها الله ورُسُله (عليهم السلام).
وحدّد القرآن الكريم الحلّ لازالة الاختلاف ومحْوه من خلال العودة الى الله وكتبه وأنبيائه ، والتمسّك بالمبادئ السماوية بشكل كامل ، وعدم الاذعان للأهواء والمنافع والنَزَعات النفسية المريضة ، وبذلك يقبل الله من تلك الأمم أعمالها ويجزيها خير الجزاء ، ويعدها بالجنة والحياة السعيدة.
لم يشر القرآن الكريم في تطرّقه لمسألة الاختلاف والنزاع ، الى أي نوع من الاختلاف يعني ، وانما جاء التعبير بلفظ عام ، ليشمل كل الاختلافات ، سواء العقائدية ، أو الفقهية والتعبدية التي تخص فروع الدين.