وكل الاحاديث النبوية التي تؤكد وجوب اتّباع أهل البيت باعتبارهم أئمة المسلمين وقادتهم وأوْلى بهم من أنفسهم ، وان طاعتهم واجبة على الجميع وتؤول بهم إلى الجنة ، وعصيانهم يؤدي إلى النار ، واتّباعهم يؤدي إلى الفوز والنجاة ، وعدم اتّباعهم يفضي بهم إلى الخسران المبين ، هذه الأحاديث هي في الحقيقة تركّز على مفهوم اهل البيت طبق آية التطهير وتحدّده في هؤلاء الخمسة ، أوّلهم النبي محمد صلىاللهعليهوآله وآخرهم الحسين ، فهم وحدة متكاملة بعضها منصهر في بعض ، والاربعة امتداد للرسول الذي هو عميدهم في حياته ، وبعد مماته تعود القيادة والعمادة إلى صهره عليّ ، حيث إن الذي هم امتداد لرسول الله والذي شملتهم آية التطهير ، لابد أن يكونوا من سِنخ النبي من حيث العصمة والسلوك والعلم وعدا الوحي.
والمفروض أن يلجأ المسلمون إلى هؤلاء لحل مشاكلهم ومعضلاتهم وأسئلتهم المستعصية ، وهذا المفهوم لا ينطبق إلا على النبي والأربعة من آله. أما آل البيت على مستوى الاستغراق ، فهم كل أقارب النبي من بني هاشم الذين تُحرم عليهم الصدقة ، وينبغي احترامهم كأقارب للرسول ، بالرغم من وجود بعض العلماء فيهم كحبر الأمّة عبد الله بن عباس وغيره.
وكل تصريح للنبي صلىاللهعليهوآله حول أشخاص من غير بني هاشم يضمّهم إلى آل بيته ، كقوله عن سلمان الفارسي : «سلمان منا آل البيت» (١) ، وتصريح غير النبي في إلحاق أحدهم بآل البيت فهو من باب سيرهم على خط أهل البيت ومتّبعين لنهجهم ومنتمين إليهم انتماء روحياً وعقائدياً لا نسبياً.
ويبقى أهل البيت الذين طالما أوصى رسول الله ، المسلمين بهم في كل مناسبة
__________________
(١) المستدرك على الصحيحين ٣ : ٥٩٨ ؛ المعجم الكبير ـا لطبراني ٦ : ٢١٣ ؛ عمدة القاري ـ العييني ٢٠ : ١٦٧.