النبوي ، سعت لتجريدهم من القداسة التي منحهم الله تعالى إياها ، حيث ان أهل البيت في المعنى الاخص الذي قصدته الآية المباركة ، هم الرسول وعلي وفاطمة والحسن والحسين فقط ، إذ أن رسول الله جَمَع هؤلاء تحت الكساء ، وقال إنه وهؤلاء الأربعة ، هم فقط أهل البيت ، ولا أحد سواهم تنطبق عليه الآية الكريمة ، حتى ان «أم سلمة» حينما أرادت الدخول معهم ، منعها النبي صلىاللهعليهوآله ، مؤكداً أنه لا يحق لها الدخول لأن هؤلاء الخمسة فقط هم المعصومون من الخطأ والزلل ، والمطهّرون من الرجس (١).
ولتأكيد هذه الحقيقة ، أقدم رسول الله ولعدة أشهر على المرور على بيت عليّ وفاطمة ودعوتهم إلى صلاة الفجر ، مردّداً آية التطهير ، ليرسّخ في الأذهان ان هذه الآية تعنيهم فقط (٢).
وقول الرسول عند ضمّ عليّ وفاطمة والحسن والحسين في كسائه : «إن هؤلاء أهل بيتي» هو نفي قاطع لأي إنسان يزعم انه من أهل البيت بالمعنى الخاص الذي أشارت إليه آية التطهير. وهذا المعنى الخاص للآية ، هو الذي أشارت إليه الأحاديث النبوية في هذا الشأن ، كحديث الثقلين الذين ينصّ على أن القرآن وأهل البيت ، هما الثقلان اللذان لا يفترقان حتى يردا على الرسول الحوض (٣).
أو حديث السفينة الذي يمثّل اهل بيت النبي بسفينة نوح ، من ركبها نجا ومن تخلّف عنها غرق وهوى (٤).
__________________
(١) شواهد التنزيل ـ الحاكم الحسكاني ٢ : ١١٠ ؛ سنن الترمذي ٥ : ٣٠ ـ ٣١ ؛ مسند أحمد ٦ : ٢٩٢.
(٢) جامع البيان ـ الطبري ٢٢ : ٩.
(٣) مسند أحمد ٣ : ١٧ ـ ١٨.
(٤) المستدرك على الصحيحين ٣ : ١٥١ ؛ الجامع الصغير ـ السيوطي ١ : ٣٧٣ ـ حديث ٢٤٤٢.