٧ ـ قول رسول الله لعليّ : بك يهتدي المهتدون من بعدي (١) ، ولابد ـ بحكم العقل ـ أن تجتمع الامامة والخلافة في رجل واحد ، حتى تكون أوامره السياسية والدينية واحدة.
٨ ـ وفي اعتقاد الشيعة ، ان رسول الله في غدير خم بعد حجة الوداع ، كان موقفه واضحاً في تعيين علي خليفة من بعده ، عندما قال : من كنت مولاه فعلي مولاه ، اللهم والِ من والاه ، وعادِ من عاداه ، وانصر من نصره ، وأخذل من خذله.
وكانت حجة الوداع آخر حجّة للرسول في حياته ، حيث أكد للحاضرين انه على وشك الرحيل ، ومادام هو أولى الناس بأنفسهم ، أي حاكماً عليهم ومتصرّفاً في نفوسهم ، فعليّ أيضاً هو مولى المسلمين وأولى بهم من أنفسهم ، وعليهم إطاعته واتّباعه وعدم عصيانه ، ثم أعقب قوله صلىاللهعليهوآله إن الله يوالي من والاه ، ويعادي من عاداه ، وينصر من نصره ويخذل من خذله ، أي ان علياً هو على الحق على الدوام ، فمن ينصره ، سيكون محقاً والله ناصره ، ومن يخذله سيكون مبطلاً والله خاذله ، وكان صلىاللهعليهوآله قبل قوله هذا ، قد نصح الحضور بالتمسك بالثقلين ، كتاب الله وعترته أهل بيته ، وهو ينظر كيف سيخلفونه فيهما؟ فالقضية عند الشيعة إذاً ، قضية تمسّك وإتّباع وطاعة ونصرة ، وفي مقابلها ، إهمال وعصيان وتخاذل في حق أهل بيت الرسول وعليّ بالذات ، بمعنى ان هؤلاء أوصياء له صلىاللهعليهوآله ، ومصدر الاحكام الشرعية ، وخلفاء وحكّام على الأمّة ، وأولى بها من نفسها بحيث ان طاعتهم تؤول بالأمّة إلى النجاة في الآخرة ، وعصيانهم يهوي بها إلى النار.
ويعتقد الشيعة ـ بالاستناد الى المصادر السُنّية الوثيقة ـ ان هناك آيات قرآنية نزلت قُبَيل وبعد واقعة الغدير ، لتأكيد أهمية هذه الواقعة التأريخية وتبيان مضمونها الدقيق ،
__________________
(١) انظر : تفسير الرازي ١ : ٢٠٥.