في الآخرة ، دون سائر المذاهب الأخرى ، وخاصة المذهب الشيعي الذي كان يُوصَف لهم بأنه مذهب الرافضة ، وأتباعه أهل البدع والضلالات (هكذا) وانهم إدّعوا في أئمتهم ما ليس فيهم من القدرات الدينية والعلمية والفقهية ، بينما هم إمتداد لرسول الله ، ويتعبّدون بأقوالهم كما لو انها أقوال الرسول صلىاللهعليهوآله ، فيما وصف آخرون الشيعة بأنهم كَفرة ليس لهم صلة بالاسلام ، فهم يسبّون الصحابة والخلفاء ، ومذهبهم كله بدع وأباطيل ، وفقههم شاذ عن المذاهب الأخرى.
وبعد التدبّر في حجج واستدلالات كلا الفريقين ، السُنّي والشيعي ، المُستقاة من كتب الجمهور المعتبرة ، إتّضح الحق وحصحص ، إذ كانت هناك مؤامرة واسعة ضد أهل بيت الرسول صلىاللهعليهوآله لتحجيم دورهم القيادي والديني ، ليصبحوا كسائر المسلمين ، عدا بعض الفضائل والمناقب التي مجدّتهم بها كتب الرواية ، ولا تخرج عن الورق إلى حيز الواقع ، والصحابة لهم أيضاً مناقب وفضائل «جليلة». وكذلك الخلفاء الذين جاؤوا بعد الرسول صلىاللهعليهوآله ، ووصفوهم بالراشدين ، ليقدّسوا ممارساتهم وأقوالهم وأحكامهم التي كانت في الكثير منها ، تخالف السُنّة النبوية ، وبذلك كسوْها رداء الشرعية من خلال منحها «قَداسة» وإنها سُنّة تُضاف إلى السُنّة النبوية الشريفة.
تفتّحت كل الأبواب التي كانت موصدة أمام الاعيان والقلوب والضمائر ، ولم يُعدْ يخفى شيء أمامها ، بعدما كانت تمتلأ رَيناً بفعل معلومات مغلوطة ومزيّفة ، كانت تحسبها ، حقائق دامغة لا تقبل الشك أو النقاش ، وردت إلى أبناء الامّة ممن يسمّونهم بـ«السلف الصالح».
لم يكن أحد يفكّر يوماً ما أن تكون الأسس ـ التي قام عليها بنيان المذهب السُنّي ـ أسساً وهمية مصطنعة ، ليس لها وجود على أرض الواقع ، وإنما افتعلها أتباع التيار