وبالنظر إلى ان القرآن الكريم قد أشار إلى أهل البيت بصورة إجمالية وقضى بأنهم مطهّرون من الرجس ، إلا ان الاحاديث النبوية الشريفة جاءت لتبيّن من هم أهل البيت الذين تجب على الأمّة موالاتهم واتّباعهم والاستمداد منهم دون سواهم من الصحابة والمسلمين ، وحدّدهم رسول الله بأشخاصهم وأسمائهم ، وهم خمسة في عهده صلىاللهعليهوآله ، محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين ، ثم أشار صلىاللهعليهوآله إلى تسعة آخرين يأتون من بعده ، ليصبح الأئمة اثني عشر من أهل البيت ، فضلاً عنه صلىاللهعليهوآله وابنته الزهراء ، وهؤلاء هم المطهّرون من الرجس ، وأعلم الأمّة إطلاقاً ، وعلى الأمّة الاسلامية جميعها ، موالاتهم وإتباعهم ومشايعتهم وإطاعتهم وأخذ العلوم الدينية والشرعية عنهم.
وهم خلفاؤه والأئمة من بعده على الناس إلى يوم القيامة ، فما داموا عدْلاً للقرآن الكريم والثقل الآخر له ، فلا يأتيهم الباطل ، لا من بين أيديهم ، ولا من خلفهم ، كما القرآن الكريم : لَّا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنزِيلٌ مِّنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ (١) ، ومادام القرآن الكريم ، موضع هداية للمسلمين ، ويصونهم من الضلال : إِنَّ هَـٰذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ (٢) ، كذلك التمسّك بأهل البيت ، موضع هداية ، وأمان لهم من الضلالة والانحراف : «ما أن تمسكتم بهما لن تضلوا بعدي أبداً» (٣).
ويضيف الشيعة ، دليلاً آخر على خلافة أهل البيت ، وهم الأئمة الاثنا عشر ،
__________________
(١) فصلت ٤٢.
(٢) الإسراء ٩.
(٣) المعجم الاوسط ـ الطبراني ٤ : ٣٣ ؛ كنز العمال ١ : ١٨٦ حديث ٩٤٥.