يُحمّلهم الله تعالى ، مهمة وأمانة حفظ وصيانة السُنّة النبوية ونقلها للأجيال اللاحقة ، اللهم إذا إذا توخّينا مناهضة الحقائق القرآنية الناصعة التي لا تقبل الجدل والمناقشة.
على انّ الصُحبة مع الرسول لو كانت تمتلك مقومات العدالة والنزاهة والحصانة ضد الانحراف ، لكون الصحابة ينهلون من نور النبوة وإشراقات الوحي ، فلِمَ هناك من الصحابة من يؤول مصيره الى الإرتداد عن الدين ، والكفر بالله ورسوله بعد الايمان وإعلان الشهادتين ، كما يشهد بذلك القرآن الكريم؟ إذ يقول تعالى في سوَرٍ عديدة عن ظاهرة الإرتداد : كَيْفَ يَهْدِي اللَّـهُ قَوْمًا كَفَرُوا بَعْدَ إِيمَانِهِمْ وَشَهِدُوا أَنَّ الرَّسُولَ حَقٌّ وَجَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَاللَّـهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ أُولَـٰئِكَ جَزَاؤُهُمْ أَنَّ عَلَيْهِمْ لَعْنَةَ اللَّـهِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ (١).
ونحن لو وصفنا الصحابة الكرام بأنهم اولئك الذين صحبوا الرسول صلىاللهعليهوآله ولو لدقائق معدودة أو نظر اليهم أو نظروا إليه أو عاشوا في حياته ولم يروه ، بل وتنسحب الصُحبة حتى على الاطفال الصغار الذين كانوا في المهد ، بمعنى أنّ الصُحبة تشمل جميع أهل المدينة فضلاً عن المهاجرين والأنصار ، وهؤلاء كلهم على منزلة عظيمة من العدالة والعظمة والنزاهة التامة .. فإن ذلك يوجّه أكبر ضربة إلى القرآن الكريم في آياته المجملة والتفصيلية التي هي واضحة التعابير والمعاني بأن المؤمنين الذين كانوا يعيشون في مكة والمدينة ، وهم من الصحابة حتماً ، كان العديد منهم لا يحترم الرسول من قريب أو بعيد ، ويعصيه دائماً ولا يعير لأوامره أية أهمية.
__________________
(١) آل عمران ٨٦ ـ ٨٧.