قال : وقالت الجهميّة ومن اتّبعها من الأشاعرة وأمثالهم، إلى أن قال : وإنّهم قالوا : إنّ كلّ ما في الوجود من كفر وفسوق وعصيان فإنّ الله راض به محبّ له كما هو مريد له في صفحة ١١٨.
قال : وحقيقة قولهم : إنّ الله لا يحبّ الإيمان ولا يرضاه من الكفّار، إلى أن قال : وعندهم أنّ الله يحبّ ما وجد من الكفر والفسوق والعصيان ولا يحبّ ما لم يوجد من الإيمان والطاعة كما أراد هذا دون هذا في صفحة ١١٩.
وشنّع على الأشعريّة بقولهم : إنّ الارادة واحدة تتعلّق بكلّ حادث، قال : فلم يبق عنده فرق بين جميع الحوادث في الحسن والقبح، قال : ولهذا يجوز عندهم أن يأمر الله بكلّ شيء حتّى الكفر والفسوق والعصيان، وينهى عن كلّ شيء حتّى عن الإيمان والتوحيد، ويجوز نسخ كلّ ما أمر به بكلّ ما نهى عنه، ولم يبق عنده في الوجود خير ولا شرّ ولا حسن ولا قبح إلاّ بهذا الاعتبار، فما في الوجود ضرّ ولا نفع إلى آخره في صفحة ١٢٠ وصفحة ١٢١.
ونفى عنهم الإيمان بالكليّة قال : فمن لم يستحسن الحسن المأمور به ولم يستقبح الشيء المنهي عنه لم يكن معه من الإيمان شيء في صفحة ١٤١.
وفي رسالة خبر الجهة التي ردّها أحمد بن يحيى بن إسماعيل وهو الشيخ شهاب الدين بن جبرئيل الكلابي، وأخرج الرسالة بتمامها التاج السبكي في ترجمة صاحبها في الطبقات الكبرى في الجزء الخامس منها المطبوعة في هذه الأيّام بمصر (١) ..
____________________
(١) انظر طبقات الشافعية الكبرى تحقيق عبد الفتّاح الحلو ومحمود الطناحي ٩ : ٣٥.