فأثبت لهما رضي الله عنهما الأقوال المتناقضة صريحاً.
وقال في رسالة الفرقان في صفحة ٨٤وصفحة ٨٥ : وعمر لمّا كان يعتقد أنّ النبيّ لم يمت ولكن ذهب إلى ربّه كما ذهب موسى (١) ، وأنّه لايموت حتّى يموت أصحابه، لم يكن هذا قادحاً في إيمانه، وإنّما كان غلطاً ورجع عنه (٢) .انتهى .
أقول : وإلى هذا وأمثاله أشار ابن تيميّة بقوله : إنّ عمر له غلطات وبليّات وأي بليّات على ما نقله الحافظ ابن حجر في الدرر الكامنة في ترجمة ابن تيميّة (٣) .
وقال في صفحة ٤٨من رسالة الفرقان : فصل : وكلّ من خالف ما جاء به الرسول لم يكن عنده علم بذلك ولا عدل بل لا يكون عنده إلاّ جهل وظلم.
إلى أن قال : فكلّ ما خالف حكم الله ورسوله فإمّا شرع منسوخ وإمّا شرع مبدّل.
قال : لكن هذا وهذا قد يقعان في خفي الاُمور ودقيقها.
قال : كما وقع مثل ذلك من بعض الصحابة في مسائل الطلاق والفرائض ونحو ذلك (٤) . انتهى.
أقول : يريد «في مسائل الطلاق» عمر; لحديث أبي الصهباء (٥) .
____________________
(١) فى الملل والنحل ١ : ١٥ : قال عمر بن الخطّاب : من قال إنّ محمّداً مات قتلته بسيفي هذا، وإنّما رفع إلى السماء كما رفع عيسى بن مريم عليهالسلام .
(٢) مجموعة الفتاوى ١٣ : ٦١.
(٣) انظر الدرر الكامنة ١ : ٩٢ لم نعثر فيه على نص العبارة وتقدّم في الصفحة : ٢٥٧ ذيل رقم ٣ عن الفتاوى الحديثية.
(٤) انظر مجوعة الفتاوى ١٣ : ٣٨.
(٥) صحيح مسلم ٢ : ١٠٩٩ / ١٦ و ١٧، وسنن أبي داوُد ٢ : ٢٦١ / ٢١٩٩ و ٢٢٠٠.