من يصافحني يوم القيامة، وهو الصدّيق الأكبر، وهو فاروق هذه الاُمّة، وهو يعسوب المؤمنين والمال يعسوب المنافقين» (١) .
أقول : أبعد هذا تصلـح لابن تيميّـة الاعتراضـات على مثـل عليّ العالم بكلّ أموره، أو ينسب إليه الشكّ في قتاله، أو الندم على عمله، كلاّ ياابن تيميّة، فإنّه شبيه هارون العليم (٢) ، وأقضى أصحاب رسول الله (٣) ، ومثلك يا بن تيميّة لا يعترض عليه، مع أنّك في الوصيّة الكبرى بعد سردك لما جاء عن النبيّ في الخوارج من الأمر بقتلهم قلت : وهكذا كلّ من فارق جماعة المسلمين وخرج عن سنّة رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم وشريعته من أهل الأهواء المضلّة والبدع المخالفة (٤) .
فيكون مقاتل ولي الأمر منهم كما ذكرت : أنّ المسلمين الذين قتلوا الروافض قتلوهم بأمر الله ورسوله المستفاد من أمر رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم بقتل الخوارج، وقد قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : «ويح عمار تقتله الفئة الباغية يدعوهم إلى الجنّة ويدعونه إلى النار» (٥) .
وقلت أنت في صفحة ٢١٠ و٢١١ من الجزء الثاني من منهاج السنّة : قدرواه مسلم في صحيحه من غير وجه، ورواه البخاري لكن في كثير من النسخ لم يذكره تامّاً .... ولكن لا يختلف أهل العلم بالحديث أنّ هذه
____________________
(١) الإصابة ٦ : ٢٣٢ / ١٠٤٧١.
(٢و٣) راجع المناقب للخوارزمي : ٨٢، كفاية الطالب : ٢٣٢، فرائد السمطين ١ : ٩٧، ينابيع المودّة ١ : ١٤ / ٢٧ - ٢٨، و ٢ : ٧٠ / ٦ و ص ٢٣٩ و ٦٦٩ و ٣٠١ / ٨٥٩، «وأقضى أصحاب رسول الله» راجع ينابيع المودّة ١ : ..٢٢٥ و ٤ : ٦٥.
(٤) مجموعة الفتاوي ٣ : ٢٣٧، تقدّمت مصادر الخبر في الصفحة ٢٧٨ - ٢٧٩.
(٥) مجوعة الفتاوي ٣ : ٢٣٦ - ٢٣٧، تقدمت مصادر الخبر فى الصفحة ٢٧٩، وراجع البخاري ٤ : ٤١٥ الباب ٦٦٠ الحديث ١٠٠٥ و ١ : ٢٥٣ الباب ٣٠٤ الحديث ٤٢٨، والمستدرك للحاكم ٢ : ١٤٩.