قلت : بل ينبغي أن لا يعتبر من نقله إلاّ بما تخلص فيه من التعصّب والتعسّف لا مطلقاً، يتّضح لك ذلك من مانقله هناك...
وقد بالغ بعض علماء الظاهر (١) فأطلق : أنّ من سمّى ابن تيميّة بشيخ الإسلام كافر، ولا يخفى ما فيه، ولذا ألّف ابن ناصر الدين الشافعي عليه كتابه الردّ الوافر، ولكني لم أقف عليه إلى الآن...
وبالجملة فالفقهاء والعرفاء ليسوا أشدّ تغليظاً (٢) على أحد من أهل العلم منهم عليه...
فثناء من أثنى عليه من العلماء فيما نقله ابن ناصر الدين (٣) في التبيان بعضه يرجع إلى علمه، وبعضه وقع من عدم الوقوف على سقمه من فضائحهوقبائحه ...
ثمّ نقل حسن الزمان قول ابن تيميّة (٤) : بأنّ إسناد الخرقة إلى علي عليهالسلام من جهة معروف الكرخي منقطع، فتارة يقولون أنّ معروفاً صحب علي بن موسى الرضا عليهالسلام (٥) ...
قال صديق حسن : لا يخفى ما فيه من رائحة نسبة الأصفياء والأولياء
____________________
(١) هو صلاح الدين بن سعيد بن خليل بن كيكلدي العلائي الحافظ، المتوفّي سنة ٧٦١هـ قال التاج السبكي في الطبقات عند ذكره : كان بينه وبين الحنابلة خصومات كثيرة. إلى أن قال : وأمّا الحديث فلم [يكن] في عصره من يدانيه فيه. إلى آخره «منه». طبقات الشافعية ١٠ : ٣٦.
(٢) في المصدر : غيظاً بدل : تغليظاً.
(٣) محمّد بن أبي بكر عبد الله بن محمّد الحافظ شمس الدين القيس الشافعي، الشهير بابن ناصر الدين الدمشقي، المولود سنة ٧٧٧ هـ والمتوفّي سنة ٨٤٢ هـ، له تصانيف منها التبيان في شرح بديعة البيان، هدية العارفين ٢ : ١٩٣، الأعلام ٦ : ٢٣٧.
(٤) في المصدر : صاحب القرّة بدل : ابن تيميّة.
(٥) منهاج السنّة ٨ : ٤٤، وقرّة العينين للدهلوي : ٢٨٩.