فوجودها كمال له تعالى ، ومزيل النقص مكمّل ، وكلّ صورة سابقة من تلك الصور تكون مكمّلة لذاته تعالى بحصول الصورة اللاحقة على ما يقتضيه الترتيب العلّيّ.
ودفعه (١) أستادنا قدسسره أمّا أوّلا ، فبجريان دليله في صورة صدور الموجودات عنه تعالى فينتقض به.
وأمّا ثانيا فبأنّ فعليّة تلك الصور إنّما هي من جهة المبدأ ووجوبها مترتّب على وجوبه ، وليس هناك فقد ولا قوّة أصلا ، ولا لتلك الصور إمكان من الجهة المنسوبة إليه تعالى ، وإنّما يلزم الانفعال لو كان فيضان تلك الصورة على ذاته عن غيره تعالى وليس كذلك (٢) ، هذا.
وممّا اعتمد عليه أستادنا قدسسره في كتاب المبدأ والمعاد (٣) في ردّ مذهب الشيخ ـ بعد تزييفه ما أورده المصنّف وغيره عليه ـ هو أنّه يلزم على هذا المذهب صدور الكثير عن الواحد الحقيقيّ. (٤).
بيانه : أنّ صورة العقل الأوّل تكون حينئذ واسطة في صدور العقل الأوّل وفي صدور صورة العقل الثاني معا عن الواجب ، فيكون قد صدر عن الواحد بوساطة أمر واحد ـ هو صورة العقل الأوّل ـ أمران ، هما : ذات العقل الأوّل ، وصورة العقل الثاني معا.
ولا يجوز أن يقال : ذات العقل الأوّل إنّما صدرت عن الواجب من حيث ذاته لا بوساطة الصورة ، وصدرت صورة العقل الثاني عنه بواسطة الصورة ، فلا يلزم صدور الاثنين عن الواحد من جهة واحدة ، بل من جهتين ؛ وذلك لأنّه يلزم أن لا يكون علم الواجب بالعقل الأوّل علما فعليّا ، وهو خلاف مذهبه ، وقادح فيما لأجله ذهب إلى العلم الحصوليّ.
__________________
(١) لا زال الكلام للمحقّق اللاهيجي في « شوارق الإلهام ».
(٢) لا زال الكلام للمحقّق اللاهيجي في « شوارق الإلهام ».
(٣) « الأسفار الأربعة » ٦ : ١٩٩ ـ ٢٠٩.
(٤) « الأسفار الأربعة » ٦ : ١٩٩ ـ ٢٠٩.