بعض الأخبار المعتبرة الدالّة على براءة الأئمّة عليهمالسلام ممّن قال بها من الصوفيّة كما أفاد بعض الأجلّة (١).
فعن المقدّس الأردبيليّ أنّه أفاد أنّه روي بسند صحيح عن أحمد بن أبي نصر البزنطيّ وإسماعيل بن بزيع ، عن مولانا الرضا عليهالسلام أنّه قال : « من ذكر عنده الصوفيّة ولم ينكرهم بلسانه وقلبه فليس منّا ، ومن أنكرهم فكأنّما جاهد الكفّار بين يدي رسول الله صلىاللهعليهوآله » (٢).
وفي الآخر : أنّه قال رجل من أصحابنا للصادق جعفر بن محمّد عليهالسلام : وقد ظهر في هذا الزمان قوم يقال لهم : الصوفيّة فما تقول فيهم؟ فقال عليهالسلام : « إنّهم أعداؤنا ، فمن مال إليهم فهو منهم ويحشر معهم ، وسيكون أقوام يدّعون حبّنا ، ويميلون إليهم ، ويتشبّهون بهم ، ويلقّبون أنفسهم بلقبهم ، ويؤوّلون أقوالهم ، ألا فمن مال إليهم فليس منّا ، وإنّا منهم برآء ، ومن أنكرهم وردّ عليهم ، كان كمن جاهد بين يدي رسول الله صلىاللهعليهوآله (٣).
وعن النبيّ صلىاللهعليهوآله أنّه قال : « يا أبا ذرّ! يكون في آخر الزمان قوم يلبسون الصوف في صيفهم وشتائهم ، يرون أنّ لهم الفضل بذلك على غيرهم ، أولئك يلعنهم الله وملائكة السماوات والأرض » (٤).
وعن الإمام الحسن العسكريّ عليهالسلام أنّه خاطب أبا هاشم الجعفريّ ، وقال عليهالسلام : « يا أبا هاشم ، سيأتي زمان على الناس وجوههم ضاحكة مستبشرة ، وقلوبهم مظلمة منكدرة ، السّنّة فيهم بدعة ، والبدعة فيهم سنّة ، المؤمن بينهم محقّر ، والفاسق بينهم موقّر ، أمراؤهم جاهلون جائرون ، وعلماؤهم في أبواب الظلمة سائرون ، أغنياؤهم
__________________
(١) « حديقة الشيعة » : ٥٦٢ ـ ٥٦٤.
(٢) نفس المصدر.
(٣) نفس المصدر.
(٤) « مكارم الأخلاق » ٢ : ٣٨١ ، الفصل الخامس في وصية الرسول صلىاللهعليهوآله لأبي ذرّ رضياللهعنه ، ح ٢٦٦١ ، وعنه في « بحار الأنوار » ٧٤ : ٩١ ، ح ٣.