الكمال والنقص ، فأمر الملائكة بالسجود له ، فسجدوا إلاّ إبليس أبى واستكبر وكان من الكافرين.
ثمّ أسكن آدم دارا أرغد فيها عيشه وحذّره إبليس وعداوته ، فاغترّه عدوّه ، ثمّ ندم فتقبّل توبته ، ثمّ اصطفى من ولده أنبياء أخذ على الوحي ميثاقهم ، وعلى تبليغ الرسالة زمامهم إلى أن بعث خاتم الأنبياء والمرسلين محمّد بن عبد الله صلىاللهعليهوآله ، ثمّ اختار له من المعصومين أوصياءهم حفظة شريعته وكواشف ملّته مبيّنين للحلال والحرام ، والفرائض والأحكام كوجوب الصلاة والصيام والزكاة وحجّ البيت الحرام ، واختار من خلقه سمّاعا أجابوهم وصدّقوهم » (١).
ونحو ذلك من الأغراض العائدة إلى العباد في الآخرة بسبب المعرفة والطاعة كنعم الجنّة وتزويج المؤمن ثمانمائة عذراء وأربعة آلاف ثيّبات وزوجتين من الحور العين يرى مخّ ساقها من وراء سبعين حلّة كبدها مرآته وكبده مرآتها (٢).
ومثل ذلك ما فيه بيان كيفيّة خلق العالم وآدم وبني آدم ، ومفاده : أنّ الله خلق من نور عظمته ـ بعد أن كان ولم يكن شيء ـ نور محمّد وعليّ وذرّيّتهما المعصومين قبل الخلق بألفي عام أو أزيد على الاختلاف ، وكان نبيّنا صلىاللهعليهوآله أوّل النبيّين ميثاقا ؛ ولهذا صار أفضلهم وخاتمهم وآخرهم مبعثا ، وأنّ نوره صلىاللهعليهوآله كان يسبّح الله قبل خلق آدم بألف عام ، وأنّه تعالى خاطبه بأنّك مقصودي من خلق العالم ، ولولاك لما خلقت الأفلاك ، فسطع نوره صلىاللهعليهوآله ، فخلق منه اثنا عشر حجابا : حجاب القدرة والعظمة والعزّة والهيبة والجبروت والرحمة والنبوّة والكبرياء والمنزلة والرفعة والسعادة والشفاعة ، فدخل نوره صلىاللهعليهوآله في كلّ حجاب ، فسبّح الله سنين كثيرة ، فغاص في بحر العزّة
__________________
(١) « نهج البلاغة » : ١٥ ـ ٢٠ ، الخطبة الأولى. بتفاوت.
(٢) « تفسير علي بن إبراهيم » ٢ : ٨٢ ، ذيل الآية ١٩ من سورة الحجّ ، وعنه في « بحار الأنوار » ٨ : ١٢٠ ـ ١٢٢ ، ح ١١. وراجع « ثواب الأعمال وعقاب الأعمال » : ١٤٨ ـ ١٤٩ باب ثواب قراءة سورة الإنسان ، ح ١ ، وعنه في « بحار الأنوار » ٨ : ١٩٢ ، ح ١٧١ ـ ١٧٢.