بل بمعنى إن شاء فعل وإن لم يشأ لم يفعل ؛ فإنّه عند الحكماء أيضا يكون أفعاله تعالى مشتملة على حكم ومصالح ، فلا يجوز عليه إظهار المعجزة على يد الكاذب ، وبأنّه بمجرّد مشاهدة المعجزة يحصل العلم بصدق صاحبها ، فيحصل العلم بكلّ ما أخبر به حتّى بوجود الواجب.
وفي هذا تأمّل ».
ثمّ قال (١) : « مدلول كلام التحصيل أنّ ما فيه معنى ما بالقوّة لا يمكن أن يكون مفيدا للوجود ، لا أنّه لا يمكن أن يكون واسطة في الإيجاد.
وأيضا يرد عليه ما أورده المحقّق الفخري (٢) من أنّه إن أراد بالمعنى في قوله : « ما فيه معنى ما بالقوّة » الصفة المتحقّقة في الواقع ، سلّمنا الملازمة ، لكن لا نسلّم أنّ العقل كذلك ؛ لما تقرّر عندهم من أنّه ليس له حالة منتظرة. وإن أراد به أعمّ من ذلك ، حتّى يشمل الإمكان الذاتي الذي ينتزعه العقل من مجرّد ملاحظة ذات الممكن ، منعنا الملازمة مستندا بأنّه ليس للعدم ـ الذي ينسب العقل ذات الممكن إليه وإلى الوجود في الملاحظة ـ تحقّق في نفس الأمر ، حتّى يكون له شركة في إفادة الوجود ، وكان لما بالقوّة المحضة شركة في إخراج الشيء من القوّة إلى الفعل » (٣) انتهى.
وقد دقّق وأجاب عن هذا خاتم الحكماء والمجتهدين (٤) ـ على ما بلغنا ـ بالفرق بين قولنا : « معنى ما بالقوّة » ـ على التنكير ـ وقولنا : « معنى ما بالقوّة » على الإضافة ؛ فإنّ المراد من الأوّل هو أن يكون الذات بالفعل ، ويكون معنى ما وصفة ما له بالقوّة ،
__________________
(١) أي الفاضل اللاهيجي في الحاشية.
(٢) هو فخر الدين الحسيني الأسترآبادي ، وأورد ما نقله المصنّف عنه في حواشيه على شرح القوشجي للتجريد ولكن لم نعثر عليها. نعم ، نقل المحقق الخوانساريّ رحمهالله في « الحاشية على حاشية الخفري على شرح التجريد » : ١٥١.
(٣) لم نعثر على حاشية اللاهيجي ، ولكن ذكر في « شوارق الإلهام » : ٥٠٩ نحو ذلك.
(٤) هو السيد الداماد رحمهالله على ما نقل المحقّق الخوانساري في « الحاشية على حاشية الخفري على شرح التجريد » : ١٥١.