وتظهر الثمرة أيضا في إمكان قصده في مقام الامتثال فإنّ الاستحباب المولوي يمكن قصده في مقام الامتثال ويصير الفعل بذلك عباديا ، وهذا بخلافه في الاستحباب الإرشادي فإنّ قصده في مقام الامتثال لا يصيّر الفعل عباديا.
وعلى أي حال وقع الكلام في أنّ استحباب الاحتياط هل هو مولوي أو إرشادي؟
ذهبت مدرسة الشيخ النائيني قدسسره إلى عدم إمكان كون استحباب الاحتياط مولويا وقالت انّ الروايات الدالة على حسن الاحتياط واستحبابه ـ مثل أخوك دينك فاحتط لدينك ـ لا بدّ من حملها على الإرشاد ، أي الإرشاد إلى ما يحكم به العقل من حسن الاحتياط ولا تريد أنّ تؤسس استحبابا مولويا زيادة على الحسن العقلي الذي يحكم به العقل. واستدلت على ذلك بوجهين : ـ
١ ـ إنّ الغرض من الاستحباب المولوي للاحتياط امّا هو إيجاد محرّك لزومي نحو الاحتياط ، أو إيجاد محرك غير لزومي.
والأوّل باطل جزما ، إذ لازمه صيرورة الاحتياط واجبا مع أنّ المفروض كونه مستحبا وليس واجبا.
والثاني لغو وتحصيل للحاصل ، فإنّ المكلّف ما دام يحتمل انّ شرب التتن محرّم واقعا فهذا الاحتمال سوف يحركه نحو الاحتياط حتّى لو فرض أنّ الشارع لم يجعل الاستحباب للاحتياط لأنّ العقل يحرّك المكلّف ويدفعه نحو إيجاد الاحتياط ، وما دام احتمال ثبوت الحرمة كافيا في تحريك المكلّف نحو الاحتياط يكون جعل الشارع الاستحباب للاحتياط بداعي التحريك نحو الاحتياط لغوا وأشبه بتحصيل الحاصل.