الأطراف فليس هناك علم بلحاظها بل شكوك.
ويمكن أن يقال : انّ هذا الرأي منحل إلى دعويين إحداهما إيجابية ، وهي تعلّق العلم بالجامع ، وثانيتهما سلبية ، وهي أنّ الأطراف لا يتعلّق بها العلم بل هناك شكوك بلحاظها.
أمّا الدعوى الإيجابية فهي واضحة. وأمّا الدعوى السلبية فهي وإن كانت واضحة أيضا إلاّ أنّه يمكن البرهنة عليها بهذا الشكل : لو كان هناك علم ثاني متعلّق بغير الجامع فنسأل عن متعلّقه فهل هو لا متعلق له أو أنّ متعلّقه الظهر بخصوصها مثلا أو انّ متعلّقه الفرد المردّد بين الظهر والجمعة ، فالاحتمالات في متعلّق هذا العلم الثاني إذن ثلاثة كلّها باطلة.
أمّا بطلان الأوّل فباعتبار انّ العلم لا يمكن أن يوجد بلا متعلّق يتعلّق به لأنّه من الصفات الإضافية ، أي من الصفات التي تحتاج إلى طرف تضاف إليه فنحن دائما نعلم بشيء ولا يمكن أن نعلم بلا وجود شيء يتعلّق به العلم.
وأمّا بطلان الثاني فلأنّه مخالف للوجدان إذ لازمه صيرورة الظهر معلومة الوجوب علما تفصيليا لا إجماليا.
وأمّا بطلان الثالث فلأنّ المقصود من الفرد المردّد امّا مفهوم الفرد المردّد أو واقع الفرد المردّد ، فإن كان المقصود مفهوم المردّد فواضح انّ مفهوم الفرد المردّد ليس إلاّ عبارة عن مفهوم أحدهما ، وحيث انّ مفهوم أحدهما ليس هو إلاّ الجامع فيلزم تعلّق العلم بالجامع لا بشيء زائد عليه.
وإن كان المقصود واقع الفرد المردّد فواضح انّ واقع الفرد المردّد لا ثبوت له خارجا ليتعلّق به العلم إذ كل ما هو ثابت خارجا معيّن ولا يمكن أن يكون مردّدا فكل شيء في الخارج هو هو وليس اما هو أو غيره.