التعبد بالانحلال الحقيقي بصورة غير مباشرة (١) بان يفرض ان دليل حجّية الخبر يدل ـ بناء على مسلك جعل العلمية ـ ابتداء على الغاء الشك وجعل الامارة علما فلو دلّت الامارة على نجاسة الاناء الأوّل يصير المكلّف عالما بنجاسته تعبدا ، وإذا صار عالما تفصيلا بنجاسته بالتعبد فلازم ذلك زوال العلم الإجمالي وانحلاله إذ بحصول العلم التفصيلي بأحد الطرفين يزول العلم الإجمالي وينحل.
وبتعبير آخر : ان الدليل ابتداء يعبدنا بعلة انحلال العلم الإجمالي ـ وهي العلم التفصيلي بأحد الطرفين ـ وبالملازمة يعبدنا بالمعلول ، أي بزوال العلم الاجمالي.
وهذه طريقة وجيهة ، إذ التعبد بحصول العلم التفصيلي أمر معقول ، وإذا ثبت التعبد بذلك ثبت الانحلال.
وفيه : ـ
أوّلا : ان التعبد بحصول العلم التفصيلي تعبد بعلة الانحلال ، والتعبد بالعلة لا يلزم منه التعبد بالمعلول فيما إذا لم يكن المعلول اثرا شرعيا للعلة بل كان اثرا عقليا كما في المقام إذ لا يوجد دليل شرعي يقول إذا حصل العلم التفصيلي بنجاسة الاناء الأوّل ترتب على ذلك شرعا زوال العلم الإجمالي وانحلاله وإنما ذلك لازم عقلي ، وواضح ان التعبد بالشيء لا يلزم منه التعبد بلوازمه العقلية ـ
__________________
(١) قد يقال : لا حاجة إلى هذا التطويل إذ نقول ان دليل الحجّية يعبدنا بالانحلال التعبدي لا بالانحلال الحقيقي ليقال انه غير ممكن.
فإنه يقال : ان التعبد بالانحلال التعبدي لا معنى له إذ مرجع ذلك إلى انه يعبدنا الشارع بالتعبد ، وهذا باطل ، فان المعقول اثبات الأمر الحقيقي بالتعبد لا إثبات الأمر التعبدي بالتعبد