بوجود انسان طويل في المسجد ثم علمنا تفصيلا بوجود زيد في المسجد ولكن لم نعلم انّه طويل حتّى يكون مصداقا للمعلوم بالإجمال أو قصير فلا ينحل العلم الاجمالي لأنّ العلم الاجمالي إنّما ينحل بالعلم التفصيلي لا بعلم إجمالي آخر ـ إذ المفروض في هذا الشق أن المعلوم الاجمالي معلّم بعلامة خاصة ، وهي كون النجاسة ناشئة من وقوع القطرة ، والمفروض أيضا أنّ المعلوم التفصيلي لا يحرز تواجد العلامة المذكورة فيه.
هذا كله في الحالة الأولى.
وأمّا الحالة الثانية ـ وهي كون سبب العلم الاجمالي غير مختص بطرف دون آخر ـ فنطرح فيها السؤال السابق أيضا ، وهو أنه متى ينحل العلم الاجمالي بالنجاسة بالعلم التفصيلي؟
والجواب : ان الانحلال هنا لا يختص بشقّ دون شق ، بل هو حاصل مطلقا ، فمثلا اذا كان لدينا عشرة أواني ، وبسبب الاستبعاد علمنا اجمالا بأنّ الكلب قد شرب من بعضها ، فاذا فرضنا أنّا بعد ذلك علمنا تفصيلا بأنّ الاناء الثاني مثلا قد شرب منه الكلب (١) ، فلا اشكال في حصول الانحلال لأنّ المعلوم بالتفصيل مصداق جزما للمعلوم بالاجمال ، إذ المفروض أن المعلوم بالاجمال لم يؤخذ معلّما بعلامة حتّى يدخل في النحو الثالث ـ من الانحاء المذكورة في الركن الثاني ـ الذي لا يحصل فيه الانحلال بل هو داخل في النحو الثاني من تلك الانحاء
__________________
(١) طبيعي هذا الاناء الثاني يحتمل أنه عين الاناء الذي ثبتت نجاسته بالاستبعاد ويحتمل كونه غيره