حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُ ) (١) فلا ينافي عروض الحجاب عن النظر إليها والتأمّل فيها بقصر قاصر. نعم الانصاف انّه قليل في مورد الغفلة المحضة وإلاّ فمع الالتفات ولو في بعض الأوقات لو كان الانسان بصدد تزكية النفس والمجاهدة معها وتضعيف القوى الشهوانية والتخلق بالأخلاق الحميدة والملكات الحسنة كما هو الظاهر من المجاهدة في الآية ـ لا بمعنى الاجتهاد والنظر ـ فالله يهدي إلى السبيل بمقتضاها ، ولكن الغالب انّه مع الالتفات يأخذه التعصب والعناد وحماية طريقة الآباء والأجداد ، اذ حبّ طريقة السلف قل أن يتخلف [ عنه ] (٢) الخلف فيعتقد بحقية ما أخذه السلف واعتقد ولو كان مخالفا ، فيكون مقصرا. وعلى كل حال فالجاهل العاجز يسقط عنه التكليف بالمعرفة القطعية المحكومة بها عقلا ، وأمّا وجوب المعرفة الظنية فالظاهر انّ العقل لا يستقل بلزوم تحصيلها لو لم يستقل بعدم لزومها حيث انّ الظن لا يغني من الحق ، ويحتمل معه الوقوع على خلاف الواقع فيكون محذوره أشد خصوصا مع امكان الالتزام بالواقع على ما هو عليه على نحو الاجمال بل هو المتعين عند العقل. هذا فيما يجب تحصيل المعرفة به عقلا.
وامّا ما يجب تحصيل المعرفة به شرعا كما في الإمام عليهالسلام على وجه والمعاد وبعض تفاصيله فلا دليل فيها على العمل بالظن سواء كان في صورة التمكن من تحصيل العلم أو في صورة العجز.
أمّا الأدلة الدالة على وجوب المعرفة كقوله صلىاللهعليهوآله : « من مات ولم يعرف إمام الخ » (٣) فلظهورها في المعرفة القطعية وعدم شمولها للظنية.
__________________
(١) سورة فصلت : ٥٣.
(٢) في الاصل المخطوط ( عن ).
(٣) وسائل الشيعة ١١ : ٤٩٢ الباب ٣٣ من ابواب الامر والنهي ، باب تحريم تسمية المهدي عليهالسلام ، الحديث ٢٣ ؛ الكافي ٢ : ٢١ باب دعائم الاسلام ، الحديث ٩ ، لكن باختلاف.