خلافا لصاحب المدارك (١) تبعا لشيخه الأردبيلي (٢) على الأول وهو الأقوى.
ولكن مخالفة الواقع يتصور على وجوه :
الأول : أن تقع المخالفة مع فعلية الأمر مستجمعا لجميع شرائطه حتى الوقت ، غير انّ المكلف كان جاهلا ببعض اجزاء المأمور به وشرائطه أو بنفس التكليف ولكنه كان ملتفتا وقادرا على رفع جهله وتاركا للتفحص والسؤال مع ذاك الالتفات أو الشك إلى أن خرج الوقت أو عجز عن المأمور به أو عن تحصيل العلم فحصلت المخالفة به ، فتكون المخالفة في هذا القسم بسوء اختياره ملتفتا إلى التكليف إلى آخر الوقت.
ولا اشكال في استحقاق العقاب على مخالفة الواقع حينئذ :
لا عقلا ، لعدم كونه عقابا عليه بلا بيان بل مع البيان والبرهان وهو حكم العقل بحسنه على الواقع على تقدير ثبوته في هذه الصورة ، وعدم كون الجهل مع التمكن عن رفعه عذرا كما هو واضح ؛ وقد عرفت انّ المراد من البيان ليس هو الإبلاغ من الشارع بل الحجة على صحة العقوبة ، ونعمت الحجة حكم العقل بلزوم دفع احتمال العقاب باحتمال التكليف.
ولا نقلا ، لكون الأخبار الدالة على وجوب تحصيل العلم والتوبيخ على الجاهل ظاهرة في كون العقاب على ترك الواقع وكون وجوب العلم غيريا لا نفسيا كما هو واضح فراجع.
الثاني : الصورة بحالها من الالتفات إلى التكليف في أول الوقت مع التمكن
__________________
(١) مدارك الاحكام ٢ : ٣٤٥ و ٣ : ٢١٩.
(٢) مجمع الفائدة والبرهان ٢ : ١١٠.