الضمان ناقل ، كما هو مذهب الأصحاب (١) ، فليس لها مطالبة الابن على التقديرين.
والمتحمل في تزويجه عبده أضعف ، لأن العبد ليس أهلا لملاقاة الوجوب ، إلا أن نقول : يتعلق برقبته ، أو يتبع (٢) به بعد عتقه.
وتحمل العاقلة عن أنفسها. وعلى قول الشيخ المفيد (٣) (٤) رحمهالله بضمان العاقلة ، ثمَّ لهم الرجوع على الجاني ، يكون الوجوب قد لاقى الجاني ، قضية لإلزام كل متلف بجنايته. وتزول شناعة الشيخ ابن إدريس (٥) رحمهالله على الشيخ الأعظم المفيد رحمهالله ، ونسبته إلى خلاف الأمة ، فإن كثيرا من علماء العامة (٦) يجعلون الوجوب ملاقيا للجاني أولا ، ثمَّ تتحمله العاقلة. ويفرعون عليه : أنه إذا
__________________
(١) انظر : الشيخ الطوسي ـ النهاية : ٣١٤ ، والمحقق الحلي ـ شرائع الإسلام : ٢ ـ ١٠٨ ، والعلامة الحلي ـ قواعد الأحكام : ٦٨.
(٢) في (في) : يتعلق.
(٣) أبو عبد الله محمد بن محمد بن النعمان بن عبد السلام البغدادي الشهير بالشيخ المفيد. شيخ مشايخ الإمامية ورئيسهم في الكلام والفقه والجدل عاش ستا وسبعين سنة كان مولده سنة ٣٣٦ هـ له أكثر من مائتي مصنف في مختلف العلوم الإسلامية توفي في شهر رمضان سنة ٤١٣ هـ ودفن في البقعة الكاظمية الشريفة. (القمي ـ الكنى والألقاب : ٣ ـ ١٧١).
(٤) انظر : المقنعة : ١١٦.
(٥) انظر : السرائر : ٤١٣.
(٦) انظر : الشيرازي ـ المهذب : ٢ ـ ٢١٣ ، وابن قدامة ـ المغني : ٧ ـ ٧٩٣ ، والسيوطي ـ الأشباه والنّظائر : ٤٣٤.