العلامة الحلي (١).
وذكر العلامة في إجازته الكبيرة لبني زهرة تتلمذه لدى المحقق الطوسي فقال : «قرأت عليه إلهيّات الشفاء لأبي على بن سينا ، وبعض التذكرة في الهيئة من تصنيف الخواجة. ثم أدركه الموت المحتوم ، قدس الله روحه وذلك في الرابعة والعشرين من عمره ، إذ وفاة المحقق الطوسي في سنة : ٦٧٢ ه بل قال هو (رحمهالله) في كتابه الفقهي (المنتهى) : انه فرغ من تصنيفاته الحكمية والكلامية وأخذ في تحرير الفقه قبل أن يكمل له ٢٦ سنة.
وإذا رجعنا إلى قائمة كتبه وجدنا فيها خمسا وعشرين عنوانا في الحكمة ومثلها في الكلام ، فإذا أعدنا الى الذاكرة أنه قرأ إلهيّات الشفاء على المحقق الطوسي في الرابعة والعشرين من عمره ، استبعدنا طبعا أن يكون قد أكمل الخمسين كتابا في الحكمة والكلام قبل أن يكمل له ٢٦ سنة ، اللهم الا أن يكون قد كتب بعضها بعد هذا أو بدأها ثم أكملها بعد.
كتبه في الفقه
ونرى في قائمة كتبه ايضا عشرين عنوانا في الفقه قال عنها السيد الأمينى : سبق (العلامة) في فقه الشريعة وألف فيه المؤلّفات المتنوعة من مطوّلات ومتوسطات ومختصرات ، فكانت محطّ انظار العلماء من عصره الى اليوم تدريسا وشرحا وتعليقا :
فألف من المطوّلات : ثلاثة كتب لا يشبه واحد منها الآخر وهي :
(مختلف الشيعة في أحكام الشريعة) ذكر فيه أقوال علماء الشيعة وخلافاتهم وحججهم. و:
(تذكرة الفقهاء) ذكر فيه خلاف علماء العامة وأقوالهم واحتجاجاتهم. و:
(منتهى المطلب في تحقيق المذهب) ذكر فيه جميع مذاهب المسلمين.
وألّف من المتوسّطات : كتابين لا يشبه أحدهما الآخر ، هما :
(قواعد الأحكام في معرفة الحلال والحرام) فكانت شغل العلماء في
__________________
(١) أعيان الشيعة : ٢٤ ـ ٢٧٧ ـ ٣٣٤.