النخاولة : ويسيء المنصف بهذه المناسبة أن يقرأ ما رواه بعض المؤرخين بأن شيعة المدينة من سكانها اليوم ويسمونهم «النخاولة» من ذرية هاتيك الاباحة فذلك رأي يبدو فيه التعصب كأوضح ما يكون ، والا فما علاقة تلك الذراري بالتشيع؟ وإذا كان أهل المدينة كما تقول بعض الروايات قد نبذوا ذراريهم من تلك الاباحة في ناحية من المدينة فلم لا يكون أولئك الذراري خجلوا من وسمهم وتفرقوا في البلاد؟؟ ـ ان هذا أقرب الى منطق العقل من تماسكهم الى اليوم في طرف من المدينة وبقائهم فيها.
الواقع أن بعض المؤرخين يلغون عقولهم لدى نقل الروايات وأن بعضا اخر تتحكم أهواؤهم في معتقداتهم فيسجلون لشهواتهم أكثر مما يسجلون للحقيقة والتاريخ.
والمؤسف أن بعض العامة في المدينة يتأثرون الى اليوم بمثل هذه الروايات العابثة فينظرون الى اخوانهم النخاولة مثل هذه النظرة ويؤكد ذلك في نفوسهم خروجهم على مذهب السنة والواقع ان النخاولة (١) جزء من الشيعة في العالم الإسلامي وليس التشيع غريبا في بلاد العرب وقد عرفه التاريخ في جميع أدواره في أواسط كثيرة من أشرافهم وعامتهم وقد تعلم الناس نبذ النخاولة لأن العثمانيين كانوا حربا على التشيع لأسباب سياسية وليس بين النخاولة وبين الاجماع إلا أن يعنى المسلمون بهم ويتفقوا على اقناعهم لينضموا بذلك الى صفوف اخوانهم ويتحدوا واياهم على كلمة واحدة تجمع هذا الشتات في وقت نحن أحوج ما نكون فيه إلى الجمع والتوحيد.
__________________
(١) واسمهم الرسمي في الدوائر الحكومية (النخليون) واحدهم نخلي. وقد كتبت عنهم فصلا في (معجم قبائل الحجاز) وبينت هناك رأيي فيما تساءل عنه سعادة المؤلف ، ولكن لم يسمح له بالنشر. (ع)