الاستغلال فركب الى جدة واتصل بالوالي التزكي وأغراه بالاعلان في الأسواق بأن لديه أوامر من الخليفة بعزل محسن وتنصيب أحمد فلم يتردد وثار القلق فتوجه محسن في اعوانه الى جدة لملاقاة الثائرين وما كاد يترك مكة حتى ثار خلفه الشريف مسعود أحد اولاد سلفه ادريس ليثأر لأبيه ولعله كان متفقا مع أحمد على الثورة فلما بلغ محسنا ذلك ترك أمر جدة وعاد الى مكة فنشب القتال بينه وبين مسعود فيها إلا أن أعوانه ما لبثوا أن أدركوا أنهم سيكونون محصورين بين عدوين في مكة وجدة ، وصكت آذانهم أصوات المدافع آتية من جيش أحمد وراءهم فتفرقوا عن محسن فماعتم أن فر الى اليمن تاركا مكة وذلك في عام وقد مات بها بعد عام من وصوله اليها ودفن بصنعاء واتخذت له قبة تزار هناك (١).
احمد بن عبد المطلب : ودخل الشريف احمد بن عبد المطلب مكة ظافرا يوم الأحد ١٧ رمضان من السنة نفسها ١٠٣٧ ونادى بنفسه اميرا عليها ثم كتب الى الخيفة العثماني بذلك فوافاه التأييد.
واستمر الأمير الجديد «أحمد بن عبد المطلب» سياسة العنف التي جرى على سننها في ثوراته وبدا له أن بعض المكيين يميلون إلى سياسة سلفه فاشتط في معاملتهم وأذاقهم ألوانا من عذابه فسجن ونفى وقتل في سبيل تأييد مركزه (٢).
الشيخ المرشدي والقشاشي والبدوي :
وكان من أهم ضحاياه مفتي مكة في عصره الشيخ (عبد الرحمن المرشدي) فقد أمر بسجنه وتعذيبه بأصفاد الحديد.
__________________
(١ و ٢) افادة الأنام للشيخ عبد الله غازي «مخطوط».