عبد الله الى بني عسير فعقدوا معه صلحا في عام ١٢٦٥ ثم سار بنفسه على جيش الى اليمن ففتح مدنها واحتل صنعاء عاصمتها وأقام تنظيمها بالشكل الذي أراده العثمانيون وذلك في السنة نفسها عام ١٢٦٥ (١).
الاوقاف السلطانية : وتولى الحكم في غيابه أثناء حرب اليمن حسيب باشا الوالي التركي فعني بامور الشرع كثيرا واستعان في احكامه بمجلس يضم رجال الافتاء من المذاهب الاربعة الا انه ما لبث ان اختلف معهم فقد اراد الوالي انتزاع الاوقاف السلطانية من ايدي الناس الذين استولوا عليها بالفراغات الشرعية فلم يمكنه العلماء من ذلك (٢) واصر مفتي مكة السيد عبد الله المير غني على مخالفته فعزله وولى منصبه السيد محمد الكتبي فلم يوافقه فيما اراد وتطور الخلاف بينه وبين العلماء ثم انتهى الى بحث دار بالصفا كان قد بناها عبد الله بن عقيل شقيق السيد اسحاق بن عقيل في فراغ من الاوقاف السلطانية ، فلما شعر عبد الله بخطورة المسألة استكتب العلماء والاعيان مضبطة ضد الوالي وفر من ليلته الى تركيا حيث اتصل بالخليفة وقدم شكواه فأمر الخليفة بعقد مجلس من العلماء فأفتوا بعدم جواز انتزاعه فصدر أمر الخليفة بمنع الوالي من انتزاع الأوقاف كما صدر أمر شيخ الاسلام باعادة المفتي المعزول في مكة ، وقد حمل عبد الله بن عقيل الاوامر الى مكة فامتثل الوالي لها ثم ما لبث ان عزل من وظيفته في اواخر عام ١٢٦٦ وتولى مكانه عبد العزيز باشا الملقب «آقة باشا» (٣)
وفي منتصف عام ١٢٦٧ تلقى «آقة باشا» أمرا من دار السلطنة بترحيل محمد
__________________
(١) خلاصة الكلام ٣١٤
(٢) الأصل في الفراغات الشرعية ان أصحاب بعض الدور الموقوفة كانوا يفرغون أي يملكون الانتفاع بها ما دام الدار قائما فاذا هدم عاد الملك لصاحبه الأول.
(٣) خلاصة الكلام ٣١٥