٥٤٥ ويذكر صاحب النفوذ الفاطمي في جزيرة العرب أن هاشما دعا للعباسيين في أواخر سني امارته.
القاسم بن هاشم : وبوفاة هاشم تولى الامر بعده ابنه القاسم وكان في مثل شكيمة أبيه وبأسه وقد ورث عنه كره للعباسيين فظل على خلاف معهم عدة سنوات وفي هذه الاثناء اوفد الى مصر عمارة اليمني (١) زيادة في توثيق الصلات بالفاطميين (٢) وقد قوبل عمارة من الخليفة الفاطمي بحفاوة بالغة وأنشد عمارة قصيدة قال فيها يصف العيش :
ورحن من كعبة البطحاء والحرم |
|
وفدا الى كعبة المعروف والكرم |
حيث الخلافة مضروب سرادقها |
|
بين النقيضين من عفو ومن نقم (٣) |
وفي عام ٥٥٥ علم القاسم ان الحج العراقي برآسة أمير أرغش استعد لقتاله فلما أنس اقترابه ترك مكة هاربا ومن ثم كانت الفتنة بين اهل مكة والحج العراقي بمنى وقتل جماعة من اهل مكة ولحق الباقون باهلهم فجمعوهم وأعادوا الكرة بهم فسلبوا نحو الف جمل من الحاج فنادى أمير الحج العراقي في جنده ووقع القتال فقتل جماعة من الفريقين وشاع النهب ورأى أمير الحج العراقي ان يغادر مني لا الى مكة لاتمام نسكه ولا الى الزاهر حيث تقوم منازله بل الى متجه الطريق الذي يعود به الى بلاده دون ان يكمل حجه وقد عاد كثير من الحجاج
__________________
(١) عمارة اليمني من دعاة الفاطميين وقد اشتهر بشعره السياسي الرائع ومساعيه الجبارة لخدمة الفاطميين مما جعل صلاح الدين يقضي عليه مصلوبا في عام ٥٦٩
(٢) شفاء الغرام ٢ / ١٩٧
(٣) منائح الكرم للسنجاري «مخطوط»