للأخذ بثأر علي والحسين ابنه من ظالميه وقد ظلت ذيولها لا تنقطع وظل ابن الزبير يكوى بأحنها ويعاني في جهادها ما يعاني حتى إذا نفد الكثير من قوته بدأ عبد الملك يزحف في جيوشه إلى الكوفة حيث يقاتل مصعب بن الزبير ضد فريق من الشيعة يرأسه المختار بن عبيد الله فقابله مصعب بجيش أضنته الحروب وقواد أضرهم امساك ابن الزبير في الأموال وشعب كان موتورا بقتل المختار زعيمه المهزوم.
ومضى الأمويون في طلائعهم بدر الأموال تمشي الى مراكز القادة من الزبيريين وعذب الأماني تنثال الى بيوت الرؤساء فيهم وبذلك انحلت عرى الزبيريين ووجد الأمويون طريقهم الى النصر على جثث العراقيين والحجازيين وبه تم النصر لعبد الملك بن مروان بعد قتل مصعب بن الزبير في عام ٧١ وبويع له بالخلافة في الكوفة (١).
حصار ابن الزبير في مكة للمرة الثانية : وما استقر الأمر للأمويين في العراق بعد الشام ومصر ومدن الإسلام التي فتحوها حتى فكر عبد الملك بن مروان أن يختم جهوده باستئصال الزبيريين من منابتهم في مكة فسير الحجاج بن يوسف الثقفي (٢) في جيش عظيم إلى مكة في عام ٧٢ فمضى إلى العراق ثم نزل الطائف بلده التي ولد فيها وبدأ يرسل طلائعه إلى عرفة فتقابله سرايا ابن الزبير فينشب القتال بينهما فتنهزم خيل الزبيريين ، ثم تقدم الحجاج الى بئر ميمون وهي
__________________
(١) الكامل ٤ / ١٣ وما بعدها.
(٢) الحجاج من قبيلة ثقيف بالطائف ولد بها ونشأ يعلم الصبيان ولما لم تسعه مهنة التعليم خرج الى الشام ولحق بشرطة روح بن زنباغ ولما احتاج عبد الملك بن مروان الى حازم يسوق مؤخرة الجيش قدمه روح ابن زنباغ بعد أن وصف قسوته وحزمه لعبد الملك فكان عند ظنهم فارتفعت مكانته عند عبد الملك وزادت درجته حتى تولى قيادة الجيش لمهاجمة ابن الزبير في مكة «انظر وفيات ١ / ١٧٣ فما بعدها».