منع بيع الرقيق وثورة الاهالي : وفي اوائل عام ١٢٧١ تبلغ كامل باشا من دار السلطنة امرا بمنع بيع الرقيق علنا في الاسواق تنفيذا لمعاهدة خاصة بين عثمانيا وبعض الدول الاوربية فامتثل كامل للامر وبلغه لدلالي الرقيق فلما علم الاهالي بذلك تنادوا بالجهاد واجتمع طلبة العلم في بيت رئيس العلماء الشيخ جمال شيخ وطلبوا اليه ألا يرضخ لما يخالف الشرع وان ينتقل معهم الى دار القاضي ليمنع صدور ذلك الأمر فلما مشت جموعهم في الشوارع انضم اليها الجمهور ونادوا بالثورة واشتبكوا مع الاتراك في قتال عنيف وامتد القتال الى المسجد الحرام فقتل فيه عدة اشخاص من الفريقين فلما انتهت الاخبار الى الشريف عبد المطلب بالطائف غضب للامر وجمع جموعه من القبائل لاعانة الاهالي في مكة ضد الترك فخف الاتراك الى جدة وتحصنوا بها واعلن كامل باشا في جدة ان المراسيم السلطانية قد وصلت اليه بعزل عبد المطلب وتولية الشريف محمد بن عبد المعين بن عون ثم استدعى عبد الله بن ناصر بن فواز بن عون من مكة واقامه وكيلا عنه وذلك في اواخر ربيع الاول عام ١٢٧١ (١).
وفي هذه الأثناء وصلت جموع عبد المطلب الى مكة فأعد كامل باشا في جدة عدته لقتاله في جيش من الاتراك وبعض العرب بقيادة عبد الله بن ناصر فمضى الجيش حتى عسكر في بحره ثم تقدم الى الشميسي وكتب عبد الله بن ناصر الى رؤساء القبائل وكبار الأشراف في مكة يطلب انضمامهم اليه فأجابوه وشعر عبد المطلب ان جموعه بدأت تتفرق فخف الى الطائف بعد أن ترك الميدان في مكة يحتله عبد الله بن ناصر.
__________________
(١) خلاصة الكلام ٣١٧