مقدمتهم «طويرق» قد انحازوا الى المهاجمين واستطاعوا أن يصلوا الجيش الهاشمي برصاصهم في شبه حركة التفاف (١).
ولا جديد في هذا فاوضاع البادية أو فقرها اذا شئت كثيرا ما يهيئها للانحياز الى الطرف الغالب الذي تستطيع الاستفادة منه والكسب.
وتوالت الهزيمة وزاد عدد المنتمين الى الجيش المهاجم واتصلت الاخبار بمكة سيئة مفزعة فارتفعت بعض الاصوات تنادي بطلب السلاح من الحسين لمقاومة الهجوم ولكن الحسين لم يجرأ على توزيع السلاح خوفا على حياته من الهائجين وبينهم الكثير الذي بات لا يرضى عن قسوته في الحكم.
وزحف بعض الصائحين الى دار الحسين يطالبون أن يلجأ بالانكليز لحمايته فصرخ مستنكرا واجتمع الشريف عبد الله ابن أخيه محمد بقاضي القضاة الشيخ عبد الله سراج ورئيس الديوان العالي السيد احمد السقاف وبحثوا الحالة ثم رفعوا تقريرهم الى الحسين بأن يبرق الى الانكليز لتدارك الحالة فأبى ذلك عليهم.
وتوالت الاجتماعات بالحسين حتى تقرر الانسحاب الى جدة فبدأوا بارسال النساء والاطفال ومن بينهم عائلة الحسين نفسه (٢).
تنازل الحسين ومبايعة علي : وانسحب أكثر الاهالي في مكة الى جدة خوفا من ان تتكرر مأساة الطائف في مكة وبقي الحسين في مكة يثير الحماس فيمن حوله بينما ظل جيش الاخوان في مواقعه من الهدا والطائف لا يريم عنه انتظارا الوصول الاوامر الاخيرة من امام نجد.
وباجتماع اعيان مكة باخوانهم من الاعيان في جدة رأوا ان يتدارسوا الحالة
__________________
(١) الثورة العربية لامين سعيد ١٨٥ ـ ٣
(٢) المصدر نفسه ١٨٦ ـ ٣