من طوافه فاذا فرغ وأدى ركعتي الطواف وقف في موكبه في ظل زمزم متوجها الى الكعبة وارتفع صوت من يقرأ مرسوم الولاية ـ اذا كان قدومه لتولي منصبها ـ بين حشد الحاضرين ثم يأخذ الموكب طريقه الى الصفا حيث يمتطي الأمير فرسه أو عربته مارا بأهم شوارع البلدة «ولعله يستعرضها أو يعلن ولايته بمروره فيها» ثم ينتهي بعد ذلك الى قصره ليستقبل وفود المهنئين.
الناحية العلمية : وظلت البيوت المتخصصة للعلم في مكة على أمرها في عهد الفاطميين والأيوبيين تنشر العلم على طلابها في حلقات عامة في المسجد الحرام وفي بيوتها الخاصة وقد نبغ كثير من طلابهم في هذا العهد فزادت حلقات التدريس عما كانت عليه وأضيف اليهم مثلهم من المجاورين الذين اتخذوا مكة موطنا لهم وشرعوا يبثون علومهم ومعارفهم.
وقد اشتهر من آل ظهيرة القرشي في هذا العهد المشايخ محمد ابو السعود وابراهيم وجمال الدين محمد بن عبد الله وصلاح الدين وعبد القادر عفيف الدين كما اشتهر من آل الطبري (١) شيخ الاسلام ابراهيم بن محمد بن ابراهيم والشيخ رصي الدين وقاضي مكة نجم الدين وزين الدين وشهاب الدين وسيدة من أجلة العلماء في هذا العهد هي أم سلمة بنت المحب الطبري كما اشتهر جماعة من آل النويري كانوا يتداولون امامة المسجد وشؤون الفتوى مع آل الطبري وآل ظهيرة أشهرهم ابو الفضل محمد النويري قاضي مكة وخطيبها وقاضي الحرمين محب الدين النويري واشتهر من غير هؤلاء المشائخ أحمد بن العليف وأحمد الحرازي وأحمد علاء الدين والد العلامة قطب الدين من مؤرخي
__________________
(١) الطبرى : نسبة الى طبرستان وليس الى طبرية كما يظن البعض ، وقد تحدث المؤلف عن هذا البيت فيما سبق. انظر الدليل. (ع)