يقول الشيخ عثمان بن بشر وكان على الجيش أخوه عبد العزيز بن مساعد ونفر كبير من الاشراف وعدد غير قليل من القبائل كما كان يصطحب أكثر من عشرين مدفعا وطالت غيبة الجيش فأراد غالب أن يعززه بجيش آخر فجمع بعض القبائل وخرج يقودها بنفسه في ٢٣ شعبان ١٢٠٥ وقد اجتمع في طريقه بأخيه وبعد ان قاما ببعض الاعمال الحربية رتبا أمرهما للعودة الى مكة لقرب أيام الموسم فعادا اليها في اواخر ذي القعدة من العام نفسه (١).
واتصلت الاخبار بغالب في مكة أن بعض القبائل في تربة ورنية وبيشة (٢) انضمت الى دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب فجهز جيشا بقيادة أخيه عبد العزيز لقتالهم وغادر الجيش مكة في ربيع الثاني ١٢٠٦ فوصل الى الجهات التي ذكرناها وقد أطاعته القبائل فأقام عبد العزيز مدة في بيشة ثم عاد الى مكة (٣).
وفاة الشيخ محمد بن عبد الوهاب : وفي هذا العام توفي الشيخ محمد بن عبد الوهاب في نجد بعد أن دان لدعوته مئات الألوف في أنحائها الشاسعة (٤) ويقول ابن بشر وفي عام ١٢٠٨ سار صاحب شقرا بأهل الوشم الى الحجاز فنزل بعض بلاد عتيبة وغنم كثيرا من ابلهم وفيه سار مسعود بجيوش كبيرة الى الحجاز فأغار مرة اخرى على عتيبة ومطير فغنم منهم كثيرا (٥) وفيها ارسل الشريف غالب جموعا اخرى فالتقت بالنجدين على ماء يعرف بالجمانية في عالية نجد واشتبك
__________________
(١) عنوان المجد ج ١ ص ٨٦
(٢) هذه ثلاثة اودية تسيل من السراة بين الطائف وأبها ثم تجتمع في مكان يسمى (الفرشة) عند عرق سبيع (رمل بني عبد الله) وتسمى في مجموعها الوديان ، وجل سكانها سبيع والبقوم وشهران (ع)
(٣) تحصيل المرام للشيخ محمد الصباغ «مخطوط»
(٤ و ٥) عنوان المجد «ص» ٨٩