وكانوا يدخلون الكعبة لابسي أحذيتهم حتى سن لهم الوليد بن المغيرة خلعها وكانت الحوائض من نسائهم لا يدنين من الكعبة ولا يتمسحن بأصنامها بل يقفن بعيدا عنها ، وربما عن لأحدهم أن يصلي فيتوجه إلى الكعبة ويبدأ صلاته فإذا ركع كرر ركوعه عدة مرات حسبما يتسع له وقته وكذلك يفعل في السجود دون أن يكون لعدد الركعات أو السجدات ضابط محدود.
وشاعت الى جانب عبادة الأصنام ديانات أخرى أهمها الدهرية التي قال أصحابها وما يهلكنا إلا الدهر ، والصائبة وهم عبدة الكواكب والنجوم ، ودان بعضهم باليهودية وآخرون بالنصرانية وكانت جميعها نتيجة الاقتباس واحتكاك قريش بديانات الأمم المجاورة ، ومن أشهر من نظر في الكتب السماوية منهم ورقة بن نوفل ، وزيد بن عمرو بن نفيل وأمية بن الصلت وأمية بن عوف الكناني ، وهاشم بن عبد مناف ، وأنكر بعض هؤلاء ترهات قومهم وعبادة الاصنام وكانوا ينصحون بتركها ويجاهرون بالبحث في ألوهية واحد متفرد بالجلال والعظمة ويعترفون بالبعث والنشور والثواب والعقاب.
الناحية التجارية : كانت مكة بحكم موقعها في طريق تجارة الطي وبوالغلال وأنواع الأقمشة بين دول الجنوب وممالك الشمال ذات مركز استراتيجي ممتاز ، وكانت أسواقها تزدحم بالتجار صاعدين في الشمال الى الشام أو هابطين في الجنوب الى اليمن كانوا ينقلون من منتوجات أفريقيا عن طريق اليمن ـ الرقيق والصمغ والعاج والتبر ، كما ينقلون من اليمن الجلود والبخور والثياب ، كما ينقلون من العراق توابل الهند ، ومن مصر والشام الزيوت