الى مشاركة العسس في حراسة البلاد ثم ما لبث ان سلم العصاة انفسهم.
وظل الشريف سعد في امارته نحو ثلاث سنوات وكان على بره بكثير من الاشراف اذا استثنينا ما ذكرنا وعلى اتفاقه مع الاهالي لا يميل الى ملاينة رؤساء المصالح من الاتراك لديه. وكان شديد الخلاف بنوع خاص مع صنجق جدة محمد باشا ولعل ذلك نتيجة كرهه لموظفي الاتراك المتسلطين.
وقد سعى ضده سنجق جدة لدى دار الخلافة واستطاع ان يستصدر أمرا بعزله وتولية الشريف عبد الله بن هاشم من ذوي بركات فامتنع سعد عن تسليم الامارة فحاصره عسكر صنجق جدة وساعد عليه عساكر أمراء الاتراك ونصبت المدافع عند باب العتيق (١) وفى المسعى وقد مات بفعلها اكثر من مائة شخص ونهب عبيد سعد كثيرا من بيوت الاتراك كما نهبوا رباطا بسوق الليل وبعض دور مكة ثم ثبت للشريف سعد انه لا يستطيع الدفاع فاجلى عن مكة الى الحسينية في جنوب مكة ثم الى اليمن وظل بها يتحين الفرص للانقضاض (٢)
عبد الله بن هاشم : وبذلك تسلم الامارة في مكة الشريف عبد الله بن هاشم من ذوي بركات (٣) فركب من باب السلام وطيف به شوارع مكة والمنادي ينادي باسمه امام موكبه وذلك في اوائل ذي الحجة عام ١١٠٥ بعد فتنة راح ضحيتها عدد كبير من الجانبين عدا من قتل من الحجاج في عرفة وفي مكة وقد وجدت بعض القبائل الفرصة صالحة للنهب فنهبوا كثيرا من الحجاج في طريق عرفة وكثر
__________________
(١) كان منزل سعد فى دار الشفاء من باب العتيق ولعل قاعة الشفاء سميت باسم داره
(٢) افادة الأنام «مخطوطة»
(٣) تذييل شفاء الغرام للشيخ عبد الستار الصديقى ٣٠٧