وهكذا يقسو المسلمون على بعضهم باسم الدين ولا ترحم طوائفهم الطوائف الاخرى التي تخالفهم أو تعاديهم أو تضعف لهم ولو فقهوا تعاليم دينهم الصحيحة لعلموا أنه أرحب أفقا مما يظنون.
وقبض ابراهيم باشا على كثير من آل السعود وآل الشيخ فرحلهم بعائلاتهم الى مصر حيث ظلوا مدة طويلة رهن الحراسة.
وظل ابراهيم باشا حول الدرعية عدة أشهر لتوطيد الاحوال ثم انتقل الى الحجاز حيث ظل فيها الى نهاية عام ١٢٣٤ ثم عاد الى مصر وبذلك عاد أمر الحجاز ونجد الى العثمانيين ومنح محمد علي باشا حق الاشراف عليهما كما منح ابراهيم باشا لقب والي مكة وهي ولاية شرف فيما نعلم.
الاضطراب في مكة : وظل الأمر في مكة بضع سنوات ثم ما لبث أن عاد الاضطراب بين بيوت الأشراف ولعل الاضطراب في هذه المرة كان سببه توزيع السلطة بين أمير البلاد وأشخاص غيره كانت اوضاعهم الرسمية تخول لهم مشاركته في النفوذ.
وقد قدمنا ان ترتيبات محمد علي باشا الادارية بحكم اشرافه الممنوح من العثمانيين اقتضت تعيين رئيس للحامية ثم أضيفت اليه وظيفة «محافظ» مكة ليشرف على شؤون الامن فيها وبذلك تم له من النفوذ ما يضاهي نفوذ الأمير ان لم يزد عليه.
وثمة شخصية ثالثة هي رئاسة العربان التي ولاها محمد علي باشا أحد الأشراف «شنبر بن مبارك» وأعطاه من الصلاحية بالنسبة لعموم القبائل ما لا يقل عن صلاحية أمير البلاد.